هذه الصفحات رصدت أدق المعلومات عم حدث في اليمن في 3/6/2011م لكنها ليست كل شهادات الأطراف، ويمكن لمن يمتلك الوثائق اللازمة إضافة شهادته إلى الكتاب، فيكون قد أرخ مع الكاتب واحدة من صفحات تاريخ اليمن المعاصر وصراعاته السياسية وأضاف شيئاً يفيد الأجيال القادمة.لا شك في أن وجهة النظر الأخرى تتمظهر في السلوك اليومي والتعاطي القانوني مع...
قراءة الكل
هذه الصفحات رصدت أدق المعلومات عم حدث في اليمن في 3/6/2011م لكنها ليست كل شهادات الأطراف، ويمكن لمن يمتلك الوثائق اللازمة إضافة شهادته إلى الكتاب، فيكون قد أرخ مع الكاتب واحدة من صفحات تاريخ اليمن المعاصر وصراعاته السياسية وأضاف شيئاً يفيد الأجيال القادمة.لا شك في أن وجهة النظر الأخرى تتمظهر في السلوك اليومي والتعاطي القانوني مع مجريات هذه القضية التي تبرهن تمسك الأطراف بالدولة من عدمه.نبذة النيل والفرات:تناقلت وسائل الاعلام ظهر يوم الجمعة 3/6/2011م نبأ محاولة اغتيال الرئيس اليمني علي عبد الله صالح مع نخبة من قيادة البرلمان والحكومة ومجلس الشورى، وعدد كبير من أنصاره أثناء أداء صلاة الجمعة في جامع دار الرئاسة، وظل الأمر المحيَّر لجميع من تناول هذا الحدث سواء بالتعليق أو بالتحليل يتركز حول العلاقة بين الانتفاضة التي اندلعت لاسقاطه منذ فبراير/شباط 2011م والتي رفعت شعارات سلمية، وبين تدبير المحاولة التي مثلت تطوراً نوعياً في تاريخ اليمن الذي شهد العديد من عمليات التآمر ضد رؤساء وحكام منذ النصف الأول من القرن العشرين، وعليه كان الحادث مؤشراً على قوة وحضور وثقافة المؤامرة، وتماسك أطرافها، وتطور الوسائل المستخدمة لاختراق جهاز أمن رئيس دولة طالما تمرس في ايجاد تأمين خطواته خلال 33 عاماً، غير أنه هذه المرة لم يجد أحداً من حلفائه يحذره في الوقت المناسب لتجنب الخروج من مسرح الحياة السياسية فترة 120 يوماً قضاها في المستشفى العسكري بالرياض ليعود بعدها الى اليمن ويوقع على المبادرة الخليجية مغادراً السلطة. لقد أثار الحادث الرأي العام الوطني والخارجي، ومنح صالح تعاطفاً شعبياً متزايداً شكل منعطفاً هاماً وخطيراً أقضى الى تحولات معقدة في زوايا تطور الأزمة السياسية المحتدمة في اليمن، وأصيبت الاحتجاجات العارمة-رغم احساسها بشيء من النشوة-بالصدمة وبشيء من الذهول كون مخططي الجريمة ومنفذيها قد أفرغوا بجريمتهم تلك الثورة من معناها، وأربكوا الأوساط الدبلوماسية والعربية الناظرة بعطف الى (ثورة) الساحات المشتعلة في اليمن. ان محاولة الاغتيال تلك لم تكن صادمة لهم وحسب، كما لم تكن وبحسب وثائق ويكيليكس، الاحتجاجات الهادفة لاطاحة الرئيس صالح مفاجأة. هو ما يثير أكثر من علامة استفهام كبيرة…(؟).من هنا يأتي هذا الكتاب الذي يحاول الكاتب من خلاله الكشف عن أن جريمة دار الرئاسة قد برهنت أن اليمن قد دخل مرحلة اللعبة الخطرة فعلاً، وأن جميع من اشتركوا في التخطيط والتنفيذ والمباركة لعملية الاغتيال الفاشلة تلك قد تركوا بصماتهم على المشهد السياسي اليمني قبل الجريمة، وأكدوا عزمهم على اتمام الانقلاب بعد الجريمة، ولا بد هنا من الاشارة الى أن الكتاب وهو ينفرد في متابعة وملاحقة خفايا مؤامرة محاولة اغتيال الرئيس صالح يزعم أنه لم يتجاوز التركيز على يوم الحادث، مؤكداً أن هناك زوايا أخرى في المستقبل حتى تكتمل الصورة لدى القارئ والمهتم بأدق تفاصيل وزوايا هذا الحدث، على حدٍّ سواء. بالاضافة الى ذلك، فإن اتباع الكاتب في أسلوبه السردي لمنهج الرواية لا يخل ولا يضعف الانسانيد القانونية، ولا يبهت من قيمة الوثائق التي تم من خلالها استقاء تلك القصة الشيقة. اذ كان الحدث من الخطورة بما يجعله يستحق هذا الجمع بين الرواية والتوثيق.