وداع رمضان للإمام أبي الفرج بن الجوزي البغدادي (508 - 597 هـ)

هذه رسالةٌ نافعةٌ ماتعةٌ، موجِّهةٌ ناصحةٌ، كتبها الإمامُ الجليل أبو الفرج عبد الرحمن بن علي المعروف بابن الجوزي، بمناسبة وداع شهر رمضان، هذا الشهر المبارك الذي أكرم اللهُ به الأُمَّة، وجعله موسماً عظيماً من مواسم الخيرات والبركات. وقد درج العلماء والمربُّون والموجِّهون على تذكير الأمة بفضله، وضرورة اغتنام أيامه ولياليه، وجعله منطَلَقاً فاصِالً إلى الله سبحانه وتعالى، وتأتي هذه الرسالةُ في هذا السياق، لتذكِّر وتبصِِّّر، وتحضَّ على استدراك ما فات، واغتنام ما بقي، وترقِّق القلوب بأسلوب سهل مؤثر، وكلمات صادقة صادعة. وقد كان ابن الجوزي إماماً كبيراً، وداعياً إلى الله بصيراً، وكانت مجالسه في بغداد التي يعقدها للتعليم والتوجيه، والتربية والسلوك، وتجديد العهد مع الله، من أشهر المجالس في التاريخ الإسالمي، ولا غرابة فهو واعظ الإسلام الموهوب، وطبيب الأرواح والنفوس والقلوب. ولعل هذه الرسالة كان قد ألقاها في بعض مجالسه، ثم دوَّنها، وأكرمنا الله عز وجل بوصول ثلاث نسخ لها. وهذه النسخ هي:• نسخة في المكتبة السليمانية في اسطنبول، وأصلها من يني جامع [أي الجامع الجديد]، ضمن مجموع برقم (1185)، في 4 ورقات. • نسخة في مكتبة جامعة الملك سعود في الرياض، ضمن مجموع برقم 3428، كتبها عبد العزيز العبد الرحمن البسام سنة 1322 هـ، في 4 ورقات أيضاً. • نسخة في الأسكوريال في إسبانيا برقم 436، ذكرها بروكلمان في تاريخ الأدب العربي (5/ 354). وقد وقف الكاتب على هذه النسخ الثلاث - والنسخة الثالثة تالفة وناقصة جداً، فقد سقط أكثرها! - وعد الأولى أصل، واستعان بالثانية، ورمزها "ر"، واكتفى بإثبات الفروق المفيدة، وتجاوز الأخطاء والسقط فيها. وقدم بتعريف بالمؤلف فيه شيءٌ من نشاطه في رمضان، وتأليفه فيه، ووصف مجالسه بقلم الرحالة الأندلسي الشهير ابن جبير. ولابد من القول بأن أحداً من المؤرخين لم يذكر هذه الرسالة لابن الجوزي - سوى بروكلمان الذي ذكرها معتمداً على وجودها مخطوطة في الأسكوريال.

الصفحة الرئيسية

التسجيل


اعادة ارسال التفعيل