إيديولوجيا الإرهاب 'الذئاب الكاسرة' تحليل سيكودينامي للشخصية الإرهابية

يشهد العالم اليوم هجمة إرهابية عنيفة على الإنسان مهما كانت إنتماءاته، وذلك من قبل جماعات تنظيمية متطرفة وتكفيرية اتخذت من الإسلام مطية لحرب إرهابية يشنها أمراؤهم وقاداتهم تحت شعارات ادعوا إسلاميتها والإسلام منها براء.فعلى الرغم من الخيرية والعدل والصلاح والسلام والحرية والإنسانية وغيرها من المبادئ السمحة التي دعى إليها الإسلام، إلا أن هذا لم يمنع الفساد في الممارسة والإنحراف عن المبادئ الإسلامية الحقة من ممارسة العنف والقتل والإرهاب من قبل بعض الفرق والجماعات والتنظيمات والأمراء الذين ينسبون أنفسهم إلى الإسلام قديماً وحديثاً، قديماً فرقة (الحشاشون) أو (الحاسون)، وحديثاً بعض التنظيمات والحركات المسماة إسلامية والتي تفرعت عنها إنشقاقات وشراؤم وأمراء إسلام.وبالعودة إلى تاريخية الإسلام، يلاحظ إتباع بعض التنظيمات السرية، وتشكيل تنظيمات باطنية لها أساليبها ورموزها وقادتها وأمراؤها أو شيوخها ودعاتها، وإضفاء صفة الروحانية عليها، فكانوا السبب الأول، بل الرئيسي في محاولات تصدع الإسلام ومحاولات إتهامه بالإرهاب والعنف من قبل بعض الدوائر الغربية والإستعمارية وصولاً إلى اليوم.ويمكن وصف مثل هذه العقائد الموكبة الهجنية التي تشكل بطبيعتها قاعدة فكرية مركبة من شأنها أن تستهوي أناساً من مشارب شتى بإعتبارها تبشر بحرية الفكر والعقيدة، وتدعو إلى ديانة أممية تزول فيها الفوارق ودواعي الإختلاف.وعلى هذا فإن ما يراه العالم اليوم بصورة عامة والعالم الإسلامي على وجه أخص، من أمراء ومن بعض دعاة الحركات الإسلامية المشبوهة إنما هو مبادئ وممارسات تؤدي إلى شر ذمة الأمة وتصدع المسلمين والإساءة إلى الإسلام من خلال التخطيط الجرائم إرهابية منظمة تحارس الإرهاب والقتل بإسم الإسلام، والملاحظ أن الحروب الأخيرة هي منصبة على العالم العربي والإسلامي، على الرغم من أنها ليست حروباً دينية للمواطن العربي؛ بل هي من طرق حركات تدعي إنتماءها إلى الإسلام السياسي في مبادئها...إلا أن إنتماءاتها الفعلية تبقى في هانة الشك والريبة مماطة بتساؤلات وتساؤلات حول طبيعة تكونها والجهة التي تحولها وتحتضنها وتوجهها، ويبقى القول بأن هذه الحركات الإسلامية المتطرفة والتكفيرية قد بالغت في إظهار العنف والتفجير والإرهاب وأكل الأكباد وقطع الرؤوس وإقامة الحدود بغير حق وبأساليب همجية كلّ نظيرها...والسؤال المطروح: من نصب هؤلاء أولياء على الشعوب العربية والإسلامية ومن أعطاهم الحق في التحدث بإسمهم جميعاً لا سيما وقد كثرت وتعددت أسماؤهم... فتارة بإسم أمراء الإسلام وطوراً مرشدين ومفتين يفتون بالقتل والإعدام والتفجيرات الإنتحارية.من هنا، تأتي أهمية هذا الكتاب الذي يحاول المؤلف من خلاله إلقاء الضوء هذه الجماعات والتنظيمات من خلال دراسة موضوعية وعلمية بين فيها معنى الإرهاب وجذوره والدوافع الإجتماعية والنفسية إليه، مستعرضاً نشوء تلك الحركات في التاريخ ومبيناً توجهاتها ودوافعها وممارساتها ليبين في نهاية المطاف فساد رأيهم وعدم صوابيه وذلك بخروجهم عن النص الإسلامي وعن مبادئه؛ بل الإساءة إليه بأفعالهم وتوجهاته كما للمسلمين على حدٍّ سواء.

الصفحة الرئيسية

التسجيل


اعادة ارسال التفعيل