تاريخ الفلسفة الإسلامية منذ القرن الثامن حتى يومنا هذا

الفلسفية الإسلامية حصيلة عمل فكري مركب، اشترك فيه السريان والعرب والفرس والأتراك والبربر وسواهم اشتراكاً فاعلاً. لكن دور العنصر العربي كان راجحاً إلى حد جاز معه اعتبار تسميتها بالفلسفة العربية أمراً مناسباً. فالأداة التي اختارها المؤلفون الذين نشؤوا ما بين القرن الثامن والسابع عشر في بلدان متباعدة، مثل خراسان والأندلس، للتعبير عن أفكارهم، كانت اللغة العربية، كذلك العنصر العرقيّ الذي كان العامل الجامع في هذا النشاط الأممي، والطابع الخاص الذي عيّن صيغته ووجهته، ولو في مراحل نشوئه الأولى، كان العنصر العربيّ. فلولا عناية العرب السمحة المنيرة بالعلوم القديمة، لتعذر أو كاد أي تقدم أو استمرار في هذا النشاط الفكري، ثم إن العرب، إذ تمثلوا عادات الأمم التي خضعت لهم، واقتبسوا أساليبها ومعارفها، انفردوا بتقديم العنصر الجامع الأوحد في مركب الثقافة الإسلامية جملة، ألا وهو الدين الإسلامي.سيشير الباحث أثناء عرضه لمراحل البحث الذي يضمه هذا الكتاب إلى الدور الذي تولاه كل من هذه الفئات العرقية، في تطور الفلسفة الإسلامية. جاء الكتاب ضمن اثني عشر باباً تناول فيها: تراث اليونان والإسكندرية والمشرق، المشادات السياسية والدينية الأولى، طلائع التأليف الفلسفي المظلم في القرن التاسع، تكامل الأفلاطونية الجديدة وصيغتها الإسلامية، الفيتاغورية الجديدة والترويج للعلوم الفلسفية، انتشار الفكر الفلسفي في القرن العاشر، التفاعل بين الفلسفة والعقيدة، نشوء التصوف الإسلامي وطوره، الحقبة الأندلسية والعودة إلى المشائية، التطورات الفلسفية بعد ابن سينا، الردة الكلامية والرجوع إلى السنة، التيارات الحديثة المعاصرة.

الصفحة الرئيسية

التسجيل


اعادة ارسال التفعيل