المرجع في تعليم التفكير

إن الدافع الرئيس لتأليف هذا الكتاب هو الارتقاء بمستوى عقل أبنائنا في أماكن تعلمهم، فقد عزّ عليّ مشاهدة أبنائنا على أطراف شوارع المعرفة والثقافة، ينظرون إلى أبناء الثقافات المتقدمة نظرة حسرة وحرمان، فأحسست بالحزن، وكانت الأفكار المحزنة أيضاً وراء هذه المشاعر.أطفالهم...- يتعلمون ويختبرون ويتقدمون ويخترعون.- يرسمون عالمهم بأيديهم وينطلقون.- يؤرخون ويسجلون انتصاراتهم وتفوقهم.- يخترقون عالم الأرض والسماء ويتجولون بدون موانع.وأطفالنا...- يحفظون ويكررون، ويتأخرون، ويحبَطون.- يعيشون ما يرسمه لهم أفراد يجهلونهم، أو ينكرونهم.- يسجلون الهزائم، ويكفكفون الجراح وينسحبون.- يحفرون في الأرض اللحد بعد اللحد من الجهل والفقر والنقر الذي حجر عليهم حريتهم وحركتهم وأنفاسهم، فباتوا أمواتاً أو أشباه أحياء.فشعرت كم هو مؤلم أن تعرف أن من حولك يجهلون، ويغطون في الظلام، فلا تنفع معرفتك بهم، بل يضرك جهلهم، وثقلت على كتفي مسؤولية القيام بعمل قد أردّ به على نفسي التي تعاتبني وترميني بالقصور لأبناء أمتي.ابتسم معي عزيز المفكر، ابتسم معي عزيز التربوي، ابتسم معي عزيز المعلم، فإن الكنوز موجودة في عقول أطفالنا، فالاستعداد للتفوق والإبداع موجود لكل أبناء أمتنا.نحن مسؤولون عن متابعة هؤلاء الأطفال، وحبهم، ورعايتهم، واحترام عقولهم وتفكيرهم لكي نصل إلى مرحلة نخترق فيها الجهل، والتأخر، والتخلف بأسلحة التفوق، والتقدم والجدارة.وشعاري طوال هذا الكتاب هو أن هذا المؤلَّف يضم وصفات سحرية لكل طفل مهما كان عمره ومهما كان استعداده، ومهما كانت قدراته، لكي يكون ناجحاً، ومبدعاً، ومتميزاً، ومتفوقاً على عقبات أرضه، وزمنه.وفقنا الله جميعاً لرعاية تفكير وعقول أبناء أمتنا لكي يرسموا خريطة زاهية الألوان مزركشة بالتفوق، والسمو، والقوة. وهذا هدف يستحق أن نعيش من أجله في منازلنا ومؤسساتنا التربوية.وشعاري في جميع صفحات الكتاب هو «التفكير والحرية والإبداع لكل طفل...».

الصفحة الرئيسية

التسجيل


اعادة ارسال التفعيل