الإمام المهدي حقيقة تاريخية؟... أم فرضية فلسفية؟

هل الإمام المهدي "محمد بن الحسن العسكري" حقيقة تاريخية؟.. أم فرضية فلسفية؟هذا سؤال مهم جداً ينبغي طرحه اليوم من أجل التقدم في عملية بناء الأمة الإسلامية وتجديدها وتحريرها وتوحيدها.ولكن ما هو الفرق؟ سواء كان المهدي حقيقة.. أم فرضية؟ مولوداً؟ أم غير مولود؟ وماذا يهمنا من الأمر في حياتنا المعاصرة؟ إذا كان ظهور المهدي أمراً غيبياً مستقبلياً؟ولكن من قال ذلك؟ ومن قال إن موضوع المهدي "محمد بن الحسن العسكري" أمر تاريخي أو مستقبلي غيبي، وليس أمراً سياسياً فكرياً معاصراً؟صحيح، إن فكرة المهدوية بصورة عامة مسألة غيبية مستقبلية، وإن مسألة ولادة الإمام الثاني عشر "محمد بن الحسن العسكري" مسألة تاريخية قديمة، ولكن الإيمان بهذا الإمام مسالة حيوية معاصرة تدخل في عقيدة الشيعة الإمامية الاثني عشرية، وتشكل العمود الفقري لها. كما أنها شكلت وتشكل الأرضية الأيديولوجية لفكرهم السياسي القديم والمعاصر، ومن ثم فإنها تلعب دوراً كبيراً في علاقاتهم الداخلية والخارجية مع الطوائف الإسلامية الأخرى، وتدخل في صميم الوحدة الإسلامية والعملية والديموقراطية.إن فكرة المهدوية لا تختص بشعب دون آخر، ولا بأمة دون أخرى.. فقد عرفها جميع شعوب الأرض حتى من غير المسلمين أو الموحدين. وذلك لأن كل شعب يتعرض للظلم والاضطهاد يحلم بغد أفضل وإمام عادل (مهدي) يملأ الأرض قسطاً وعدلاً بعد أن ملئت ظلماً وجوراً. ومن هنا فقد عرف المسلمون بمختلف طوائفهم وأحزابهم كثيراً من الأئمة المهديين وأدعياء المهدوية الذين قادوا الحركات الشعبية المطالبة بالعدالة، ونجح بعضهم في تحقيق أهدافهم في الوقت الذي فشل فيه الآخرون.وما يسعى إليه هذا الكتاب هو التأكيد على أن مسألة وجود "الإمام المهدي الثاني عشر محمد بن الحسن العسكري" لم تعد مسألة غيبية تاريخية أو مستقبلية، وإنما أضحت شأناً معاصراً حيوياً فكرياً سياسياً. وبالتالي فإن كثيراً من الأمور تصح إذا كان وجود الإمام حقيقة تاريخية وتختلف إذا لم يكن كذلك.ومؤلف هذه الدراسة ولد ونشأ شيعياً إمامياً اثني عشرياً، ثم قام بدراسة هذه المسألة فتوصل إلى أنها فرضية فلسفية وليست حقيقة تاريخية. وقام بنشر دراسته قبل حوالي عشر سنين (في سنة 1997) ضمن كتاب "تطور الفكر السياسي الشيعي من الشورى إلى ولاية الفقيه" الذي كان يبحث بالإضافة إلى مسألة وجود الإمام الثاني عشر، نظرية الإمامة لأهل البيت، وتطور الفكر السياسي الشيعي في عصر الغيبة. وقد طبع ذلك الكتاب عدة طبعات، وآثار عاصفة من الردود والنقاشات لم تهدأ بعد، فقد كتبت في الرد عليه عشرات الكتب والمقالات، ولا يزال النقاش مستمراً، ولكن كثيراً من الردود اتجهت لمناقشة الجزء الأول من الكتاب وإثبات صحة نظرية الإمامة، وأغفل كثير من الكتاب الحديث عن جوهر الكتاب وهو موضوع وجود الإمام الثاني عشر.وبالنظر لأهمية هذا الكتاب فقد عني بإخراجه بشكل جديد، واختصار الجزأين الأول والثالث، مع التركيز على الجزء الثاني من كتاب "تطور الفكر السياسي الشيعي" وهو: "الإمام المهدي محمد بن الحسن العسكري.. حقيقة تاريخية؟ أم فرضية فلسفية؟ وطباعته بصورة مستقلة.

الصفحة الرئيسية

التسجيل


اعادة ارسال التفعيل