العنوان: غناء العيطة الشعر الشفوي والموسيقى التقليدية في المغرب الجزء 1

ليس هناك من شك مطلقا في أن العيطة المغربية، ﺇلى جانب بعدها الشعري، هي موسيقى تقليدية مؤهلة لتكون مادة حقيقية ثرية ﻹنجاز دراسات علمية في المجال الموسيقي وفي غيره من المجالات والتخصصات. وﺇن اعتبار العيطة موسيقى تقليدية ليس مجرد وصف نطلقه عفو الخاطر، وﺇنما يتعلق الأمر بمفهوم مركزي أصبح مألوفا في ، يحدد أنواعا من الموسيقات التراثية الدراسات المعاصرة، خصوصا في علم موسيقى الشعوب والروحية التي لها علائق جوهرية بمجموع المعارف والممارسات والمخرات التقليدية لمجتمعاتها "المحافظة" أو"المنغلقة" أو"المهمشة". بهذا المعنى، يمكننا القول بأن الميزات البنيوية لعدد من أشكال التعبير العيطي، الشعري الغنائي، الموسيقي التقليدي، تكشف كما سنرى عن وحدة النوع وتعدد الأنماط، وحدة الأصل و تشظي الفروع. وسواء احتكمنا ﺇلى البناء الشعري، أو النسق الموسيقي، أو ﺇن شئنا الاستناد ﺇلى المستوى اللساني ( الصوتي، التركيبي، الدلالي...)، أو قمنا برصد علائق المتون مع السياقات التاريخية والثقافية والاجتماعية، أو أنجزنا خريطة للتيمات المكزية...، سنجد أنفسنا أمام نوع مركزي واحد وحيد تتعدد مظاهره وظواهره وأشكال عرضه وتمثيله، وأحيانا معاجمه ونبراته اللهجية. هل نمتلك الحق ـ هنا وهناك ـ نؤكد بأن العيطة كنوع (جنس) لا تضللنا أسماؤه التعددة عن نواتها المركزية الصلبة الكامنة وراء التعدد والفروق البسيطة بين ا[لأنماط التي تشكل نفس الفسيفساء. وأكثر من ذلك، فان بعض التكوينات والعناصر الشعرية أو الموسيقية في العيطة التي قد تبدو للبعض كملكية ﺇثنية أو قبلية، محلية أو جهوية معينة ومحددة، ﺇنما هي تكوينات جوهرية في التعبير العيطي ككل بالمغرب، بله ﺇنها تكوينات غالبا ما تكون حاضرة في تعبيرات شعرية وموسيقية شفوية ﺇنسانية أخرى تتجاوز حدود المغرب.

الصفحة الرئيسية

التسجيل


اعادة ارسال التفعيل