كتاب النظر في أحكام النظر بحاسة البصر

هذا كتاب فريد في بابه، استقل الإمام "أبي الحسن بن القطان الفاسي" بجمعه محيطاً فيه بموضوع النظر وما يتعلق به بمذاهب الفقهاء المعتبرين بدءاً من الصحابة الكرام ومن تلاهم من التابعين حتى الأئمة الأربعة، أبي حنيفة النعمان، ومالك بن أنس، ومحمد بن إدريس الشافعي، وأحمد بن حنبل، ومن سار خلفهم من كبار علماء الإسلام الذين يعتد بقولهم. وكان يسوق أقوالهم، ويستقصى مذاهبهم من كتبهم، بكل إتقان واستيفاء، ثم يبين قوي هذه الآراء وقويمها بالحجة والبرهان، غير منتق من الآراء بدافع هوىً معين أو ملفق بين بعضها تحت ضغط رغبة جامحة.ومن خلال الثمانية أبواب، التي أدار المؤلف كتابه عليها وصل إلى نتائج حاسمة في تحديد العورات للرجل والمرأة، وما يجوز للمرأة إبداؤه، وهو الوجه والكفان فقط، وتردد في القدمين، وحال إلى عدم الجواز، فجاء كتابه رداً على من أراد تجريد المرأة والرجل من الإنسانية، وإطلاقهما في غاية الهبوط الحيواني دون خلق وازع، وجاء كذلك ليرد على تشدد طائفة غلت في الأمر، وأرادت إحاطة المرأة بضباب كثيف، وفرضت عليها تغطية كل شيء فيها، وهؤلاء رد عليها ابن القطان بالحجج الواقعة والأدلة البينة التي لا تدع قولاً لقائل، بعيداً عن تطويح العواطف.أجل كتاب عالج مسألة ما يجب سترة في المكلّف-الرجل والمرأة- وما يجوز إبداؤه، والنظر إليه.إنه تناول تحديد الحجاب الشرعي من جميع الجوانب، وخلص إلى قول فصل بحجة بينة.استوعب جميع النصوص القرآنية، والنبوية المتعلقة بنظر الرجل إلى المرأة، والمرأة إلى الرجل، وشرحها، واستنبط أحكامها.إنه نموذج للاجتهاد عند أئمة الإسلام في استلهامهم للنصوص ومناهجهم الأصولية في الاستنباط.لا يستغني عن درس هذا الكتاب، وفهمه وقراءته مسلم، أو باحث، أو مجتهد.إن فيه القول الفصل في مسألة الحجاب والسفور.

الصفحة الرئيسية

التسجيل


اعادة ارسال التفعيل