الخروج على النص

في حياة الأمم مراحل تعد علامات بارزة في تاريخها، تتم فيها تحولات سياسية واجتماعية تغير من أوضاعها وتبدل من أحوالها، ولابد أن تؤثر في سلوك أبنائها سلباً وإيجاباً. ولا شك أن الأدباء هم أكثر فئات الشعب إحساساً بهذا التحول أو هذا التغير، فهم يتفاعلون معه رصداً له، سواء من وجهة نظر مؤيدة أو وجهة نظر رافضة. ويتمثل هذا الرصد تعبيراً أدبياً (شعريا أو نثرياً)، ويكون هذا التعبير عنه في شكلين، الأول وهو الأغلب وصف له بالتعبير عنه في صورة عمل إبداعي يعكس حالة الواقع الذي يعايشه بالطريقة التقليدية للفن الذي يتبعه، وبأسلوبه الشائع والمعروف، أما الشكل الثاني وهو قليل، لأنه صعب، فيكون استجابة متكاملة للتحول، تتمثل في البحث عن شكل جديد أو تقنية جديدة تخترق المألوف، وتعبر بصدق عن الرغبة في التحول أو القبول أو التغيير، فما دام الواقع نفسه قد أخترق، فما الذي يمنع إذن من اختراق الشكل التقليدي تعبيراً عن التجاوب مع هذه التحولات التي حدثت؟ لقد بدأت الحركة النقدية بتداخل الأنواع وتطورت إلي تداخل الفنون بعد ثورة شبكة المعلومات والفضائيات، وهكذا يمكن أن تلحظ التلفزيون والسينما في الأدب بكل تجلياته الإبداعية، وها نحن نلج إلي تجربة مثيرة من هذا النوع يحمل صاحبها على عاتقه هما قومياً وهماً إبداعياً نتمنى له أن يؤتي ثماره.

الصفحة الرئيسية

التسجيل


اعادة ارسال التفعيل