الإسلام في الفكر الأوربي

المقالات التي يضمها هذا الكتاب تأتي بمثابة قراءة في تاريخ الفكر الأوروبي المتصل اتصالاً وثيقاً بدراساته المتعلقة بالشرق العربي عموماً وبالإسلام خصوصاً. ويقول ألبرت حوراني بأن السنوات التي قضاها في تدريس تاريخ الشرق الأوسط ، في جامعة أوكسفورد ، جعلته يهتم اهتماماً خاصاً بنموذجين لهذه العملية ، الأول تشكيل نظرة معينة عن الإسلام في أوروبا، وعن الحضارة المرتبطة به، نظرة ناجمة عن المعرفة المتزايدة لما يؤمن به المسلمون ، وما فعلوه في التاريخ، وناجمة كذلك عن الأفكار المتغيرة في أوروبا حول الدين والتاريخ. الاهتمام الثاني يتناول تطور العرف العلمي المسمى بـ\"الاستشراق \" أي تطور الأساليب العائدة إلى تعريف النصوص المكتوبة ونشرها وتفسيرها ، ونقل هذه الأساليب من جيل إلى جيل، عبر سلسلة من المعلمين والطلاب، وهاتان العمليتان كانتا مرتبطتين ارتباطاً وثيقاً.وبالعودة إلى المقالات ، فإن المقالة الأولى، والأطول في هذا الكتاب ، تتبع العلاقة بين هاتين العمليتين ، أن تظهر جذور التعليم الأوروبي للدراسات الإسلامية في أفكار ، عن الله والإنسان والتاريخ والمجتمع ، تكمن في قلب الفكر الأوروبي، وتحاول بشكل خاص أن تبين كيف أن دراسة الإسلام ، عندما ظهرت كنظام مستقل في القرن التاسع عشر ، قد أخذت اتجاهها، متأثرة بأفكار كانت شائعة في ذلك الوقت ، أفكار عن التاريخ الحضاري ، عن طبيعة الديانات وتطورها، عن الطرق التي يجب أن تفهم بموجبها الكتب المقدسة والعلاقات بين اللغات.حاول ألبرت حوراني في خلال هذه المقالة تتبع السلسلتين الأكثر أهمية للدراسة الإسلامية ، تلك التي بدأت في باريس ولندن في القرن السابع عشر، وفي النصف الثاني من القرن التاسع عشر. هذا في المقالة الأولى، أما المقالات اللاحقة فقد أفردها لنماذج مثلت بأفكارها واتجاهاتها تياراً ساهم في تطور هذا المنحى من الدراسات التاريخية في الحضارة الإسلامي ومن تناولتهم المقالات: لويس ماسنيون، غيب، بارشال هودجون ، وجاك بيرك، بالإضافة إلى ن.أي لورانس. والمقالات الأخيرة تناول ألبرت حوراني من خلالها بعض ما صدر عن العالم الإسلامي من ردود أمام الأفكار الجديدة الفعالة في الحضارة الأوروبية، كما تضمنت حديثاً حول أول موسوعة عربية، وأول ترجمة لهوميروس.

الصفحة الرئيسية

التسجيل


اعادة ارسال التفعيل