عصر الجماهير الغفيرة

يتناول هذا الكتاب جوانب من تطور المجتمع المصري خلال الخمسين سنة الأخيرة، أي خلال النصف الثاني من القرن العشرين، وهو بهذا يمكن عدّه استطراداً وتكمله لما بدأه المؤلف في كتابه السابق "ماذا حدث للمصريين؟"، إذ يتناول جوانب لم يتناولها ذلك الكتاب. ولكن هناك اختلافاً آخر مهما بين الكتابين. فبينما كانت الفكرة المسيطرة على الكتاب الأول هي فكرة الحراك الاجتماعي، أي أثر ما حدث للتركيب الطبقي للمجتمع المصري على مختلف مظاهر حياتنا الاجتماعية، يركز الكتاب الحالي على الآثار المترتبة على "محض الجحيم"، أي تلك التي ترتبت على زيادة حجم الجزء المؤثر من السكان، بصرف النظر عن التغيرات التي لحقت المركز النسبي لهذه الطبقة أو تلك. وقد دفع المؤلف إلى الكتابة عن هذه الآثار اعتقاده بأن آثار الزيادة في الحجم المطلق للشرائح "المؤثرة" من السكان، قد لا تقل أهمية عن آثار التغير في الأماكن النسبية التي تتمتع بها كل من هذه الشرائح. في الفصل الأول حاول المؤلف أن يشرح أهمية ظاهرة "الجماهير الفقيرة"، وارتباط هذه الظاهرة ببزوغ ظاهرة أخرى، ليس في مصر وحدها بل وعلى نطاق العالم بأسره، وهي ما أسماه "بالعصر الأميركي"، لاعتقاده بوجود علاقة وثيقة بين الظاهرة الأميركية وظاهرة الجماهير الفقيرة، كما زعم في الفصل الثاني، أن بزوغ كلتا الظاهرتين، فيما يتعلق بمصر، هو الذي يشكل المغزى التاريخي لثورة يوليو، وذلك قبل أن ينتقل في الفصول التالية إلى شرح جانب آخر من جوانب حياتنا الاجتماعية من حيث تأثيرها بهاتين الظاهرتين.

الصفحة الرئيسية

التسجيل


اعادة ارسال التفعيل