في ساعة نحس

.. وبتقاليد أدبية عميقة انطلق الكاتب الكولومبي غابرييل غارسيا ماركيز مستفيداً من أحداث ومنجزات الرواية المعاصرة – ليشيد صرح عالم روائي يجذب نظر المرء بمختلف ضروب جماليات العمل الفني الذي يتجلى بزخر الأبنية والعلاقات التي تربط بين جزئياته. من هنا برز حرص ماركيز على تجاوز الحضور التجريبي البارد منطلقاً إلى عالم آخر، منقلباً من عقاله، متدفقاً – كالرعب . إن هذا الحرص يتمثل في سلسلة الانتقادات الزمنية أو القفزات الهشة الوانية حيناً والمتدفقة بوحشية أحياناً أخرى إلى الإمام وإلى الوراء متنبئاً بالمستقبل في رجفة الانتظار، تستديم الماضي في غيبوبة كالاسترخاء. تتلاعب بعجلة الزمن حجباً واستحضاراً كي تبرز اللحظات الحاسمة في حياة الفرد والجماعة وفي كثير من الأحيان اللحظات القاتلة التي كفت فيها الحياة عن أن تكون إلا رحيلاً في الرماد.

الصفحة الرئيسية

التسجيل


اعادة ارسال التفعيل