بلاد هكاري ؛ دراسة سياسية حضارية 945-1336 م

نبذة النيل والفرات:يلقي تاريخ الشعب الموردي اهتماماً واضحاً من قبل الكثير من المؤرخين والباحثين الكورد وغير الكورد، وبشكل خاص منذ بدية عقد التسعينات من القرن الماضي. وقد ساهمت المؤسسات الأكاديمية في كوردستان العراق بنصيب وافر في ذلك الاهتمام من خلال توجيه طلبة الدراسات العليا نحو كتابة رسائل وأطاريح عن مختلف مراحل تاريخ الشعب الكوردي، فضلاً عن دور الأساتذة العاملين في تلك المؤسسات في تأليف العديد من الكتب والبحوث والمقالات المهمة في هذا المجال، ناهيك عن دور الباحثين من خارج الوسط الأكاديمي. وبالرغم من كتابة العديد من الرسائل والأطاريح الجامعية التي تناولت موضوعات شتى من تاريخ الشعب الكوردي القديم والوسيط والحديث، إلا أن هناك جوانب كثيرة أخرى بحاجة إلى مزيد من الدراسة لتسليط الضوء على الحوادث والحقائق التاريخية. ومن هذا المنطلق جاء اختيار الباحث "درويش يوسف هروري" لموضوع هذه الأطروحة (بلاد هكاري دراسة في التاريخ السياسي والحضاري بين عامي (334-737هـ/945-1336م).تقع هذه الأطروحة في خمسة فصول أساسية، يشكل الفصل الأول منها تمهيداً جغرافياً وتاريخياً للدراسة. وقد تطرق فيه إلى حدود بلاد هكاري واصل تسمية "هكاري". كما تطرق إلى جغرافية بلاد هكاري أي مظاهر السطح والمناخ، إضافة إلى التنوع السكاني الاثني والديني في تلك البلاد، وأهم المدن والبلدات والقلاع في المنطقة. واختتم الفصل بمبحث تناول عرضاً تاريخياً سريعاً لبلاد هكاري منذ الفتح الإسلامي في سنة (18-20هـ/639-640م) حتى بداية عهد الحكم البويهي في سنة (334هـ/345م).أما الفصل الثاني فقد خصص لدراسة الأوضاع السياسية في بلاد هكاري في فترة الحكم البويهي والسلجوقي بين (334-447هـ/945-1055م). وقد تطرق الفصل إلى حملات معز الدولة وعضد الدولة البويهيين للسيطرة على بلاد هكاري، وتطرق أيضاً إلى موضوع هذه البلاد وتبعيتها للأمير بادبن دوستك الكوردي، ثم إلى حملة الكورد الهكارية على الموصل، ثم محاولة الأمير باد الثانية للسيطرة على الموصل وتأثيره على المنطقة، كما تناول الفصل سيطرة العقيليين على بلاد هكاري، واختتم بدراسة محاولات السلاجقة للسيطرة على بلاد هكاري.وكرس الفصل الثالث من الأطروحة لدراسة الأوضاع السياسية في عهد أتابكة الموصل بين (521-631هـ/1127-1233م)، وقد بدأ الفصل بموضوع سيطرة عماد الدين زنكي على هكاري، ثم أوضاع المنطقة في عهد أبناء زنكي، كما تطرق المبحث إلى ذكر أهم أمراء هكاري في هذا العهد وهما قراجه وتبر، ودرس أيضاً تمرد داود اليهودي في العمادية. كما بحث الفصل محاولة صلاح الدين الأيوبي ضم هكاري إلى سلطته. أما المبحث الأخير من الفصل فقد خصص لدراسة أوضاع المنطقة في عهد بدر الدين لؤلؤ.وتابع الفصل الرابع بلاد هكاري في العهد المغولي، وقد تضمن تمهيداً عن البدايات الأولى للغزو المغولي للمنطقة، ثم تناول موضوع حملة هولاكو على بلاد هكاري، وما آلت إليه أوضاع تلك البلاد في عهدهم. وتناول الفصل بالبحث أيضاً موقف بلاد هكاري من الغزو المغولي واتصال أمراء تلك البلاد بالمماليك في مصر. كما تطرق الفصل إلى أوضاع هكاري في عهد خلفاء هولاكو. واختتم الفصل بمبحث عن الإدارية المغولية للمنطقة ونشوء الإمارات الكوردية فيها.وخلافاً للفصول الثالثة السابقة التي تناولت الأوضاع السياسية، فإن الفصل الخامس من الأطروحة اختص ببحث الجوانب الحضارية في هكاري، وقد تناول الفصل هذا الجانب عبر ثلاثة مباحث، خصص الأول منها لدراسة التنظيمات الإدارية وأهم المناصب في هذا الجانب، بما في ذلك القضاء.أما المبحث الثاني فقد بحث النواحي الاقتصادية من خلال محاور تناولت ملكية الأراضي والزراعة والثروة الحيوانية والحرف والصناعات المحلية، والموارد المعدنية والتجارة والضرائب. في حين خصص المبحث الأخير من الفصل لدراسة مظاهر الناحية العلمية، لا سيما طبيعة الحياة العلمية في تلك البلاد، وأماكن التعليم ثم أشهر العلماء المنسوبين لبلاد هكاري خلال الفترة التاريخية التي تناولتها هذه الأطروحة.

الصفحة الرئيسية

التسجيل


اعادة ارسال التفعيل