زغاريد الموت

تقنين الوجود، وفرض انضباط تام وأعمى، هو الجحيم عينه بالنسبة لأناس كانوا كالنسيم، يتدبرون حريتهم بإلحاح في عتمة التاريخ، يمازحون المخزن، ويجهزون خطاهم لكل الاحتمالات، مسيرة تبعثر في الجهات الآمنة، خيام مطوية، وبهائم موهوبة للفرار، وحنين يلتذ بالنشيج وأحلام العودة.. إرث خفة ورشاقة ارتداد آمن، وحكمة عدم المجازفة بدخول معارك خاسرة، لقد رأت القبيلة سلامتها أبداً في الفر والإدبار. وربحت حروباً كثيرة لأنها واجهت أسنة وسيوفاً شديدة ومتعطشة للدماء بالخواء الصقيل، كينونة شبحية، تتبخر في الريح، وتسكن الصدى، وتعاشر الهباء، وتعبر التاريخ كما تعبر الظلال الأشياء..

الصفحة الرئيسية

التسجيل


اعادة ارسال التفعيل