البرجوازية المصرية ولعبة الطرد خارج الحلبة

يرصد المؤرخ والمفكر المصري "صلاح عيسى" في هذا الكتاب ظاهرة، لعلّها من أكثر الظواهر خطورة وأهمية في التعبير عن طبيعة الممارسة السياسية للسلطات الحاكمة في مجتمعاتنا العربية، ألا وهي ظاهرة "الجبّ". فكل فرد أو فريق يأتي إلى السلطة "يجبّ" ما تقدم عليه! محاولاً طمسه وإلغاءه، ويعلن عن نفسه على أنه مركز التاريخ وقطبه الأوحد.هكذا يُشوّه التاريخ ويفقد موضوعيته - طالما أنه ابتُذِل ليكون مجرد تاريخ شخصي أو حزبي: فليس الماضي سوى تمهيد لمجيء الفرد، ولا يعود للحاضر أي قوام وتتعذر قراءته في صخب الشعارات، في حين يفقد المستقبل كل شفافيته وينفتح على هاوية لا قرار لها.لكن سلطة دون تقاليد، سلطة الهوى والنزوة، تندفع بحمية لبناء وتكريس تقليد القمع، إذْ ليس لها من تقليد آخر سواه لكي تصون هيمنتها؛ وبعبارة أخرى: إنها تخطّ تاريخها الحقيقي - التاريخ الذي ينبغي أن نفتح أعيننا ونقرأه - في إلغاء تاريخ المجتمع، وفي إقامة "الحرم" على "الجماعة" - من حيث هي إجماع وجميع ومجموع وجموع...، أي من حيث هي مجتمع وشعب ووطن وأمّة - وتكبيلها وخداعها وزجرها ومنعها من أية ممارسة ديموقراطية، أي بإختصار: إلغاء وجودها كــ"جماعة".

الصفحة الرئيسية

التسجيل


اعادة ارسال التفعيل