عباءة حب

هكذا ذهبت إليك...مثلما يهرب المسجون من أسره. والمجنون من حتفه. هكذا ذهبت إليك.سجين أو مسجون. يبحثان عن ليلة مقمرة. ليلة مشمسة. ليلة تلغي الأمس. تنسي الغد. ليلة لا كالليالي. تمحى فيها الذاكرة. تسقط التفاصيل.سأكون في عيون الآخرين كأولئك النساء المومسات.وأكون في عيون نفسي كصبية تمتحن للمرة الأولى.كمؤمنة تقدم الصلاة لخالقها. كقربان في معبد تمنح فيه العذارى للآلهة. كامرأة تمارس طقوس العبادة بوجل.كأنني ذهبت لأصلي. لأعترف كما يعترف خاطئ أمام الديّان.لأقدم نفسي وجسدي كي يسفحا عني كل خطيئة.أذكر كل خطوة. كل كلمة. أذكر اندفاعي ولهفتي. كنت أحمل اشتياقي كعصفور يتوق إلى الطيران. كنت هاربة من القفص الصغير مرة، ومن القفص الكبير مرة، ولم أكن أدري أن التغريد يعشق الحرية، وأن له أجمل الطقوس. وكنت أخطو بارتعاش. برهبة تفوق الإجلال.كنت أشتاق للدخول في عالمك. في محيطك. بين ذرات هوائك.كي تأخذني إليك، وأغيب في رحلة طالما تقت إليها.لا أذكر أكثر من هذا. لا أذكر إن تحقق الحلم. حدث ذلك كرفة هدب، وحين فكرت بمغادرتك. قلت في نفسي:كأنني أتيت. كأنني لم آت. كل ما أذكره. غرفة وشرفة وكأس فارغ ومنضدة ومقعدين.

الصفحة الرئيسية

التسجيل


اعادة ارسال التفعيل