الإعلام العربي في عصر العولمة الرأسمالية

تهتم الولايات المتحدة بتغليف مشروعها الإمبريالي في إطار لغة (المهمة التاريخية للولايات المتحدة) ويقدم المسئولون الأمريكيون الهيمنة الأمريكية على أنها بالضرورة (خيِّرة) ومصدر للتقدم والوعي والممارسات الديمقراطية. ويربط هذا الخطاب بشكل آلى بين الهيمنة الأمريكية والسلام العالمي والتقدم المادي كأفكار لا تنفصل عن بعضها البعض. ولكن الحقيقة غير ذلك تمامًا.وتلعب وسائل الإعلام الأمريكية والأوروبية دورًا محوريًا في الترويج لهذا المشروع. ومن ثَم تضليل الرأي العام الغربي الذي لا يزال يعتقد أن الحكومات الأوربية والأمريكية ديمقراطية، ولذلك فهي لا يمكن أن تمارس الشر، فهذا دور محجوز للديكتاتوريات في دول الجنوب فقط وهذا الاعتقاد الراسخ لديهم يجعلهم يتغافلون عن الدور الحاسم لمصالح رأس المال المسيطرة. والعولمة التي تقدَّم دائمًا على أنها قدَر يفرضه التقدم الاقتصادي والتحول الإيجابي لجميع المجتمعات؛ هي في الحقيقة إستراتيجية للهيمنة تعمل على تحقيق السيطرة المزدوجة للولايات المتحدة على العالم اقتصاديًا وسياسيًا وعسكريًا. ولكن تبقى الهيمنة دومًا متعددة الأبعاد ونسبية وهي متعددة الأبعاد بمعني أنها ليست فقط اقتصادية وإنما سياسية وأيديولوجية بل ثقافية وعسكرية. وهي نسبية لأن الاقتصاد الرأسمالي العالمي ليس إمبراطورية عالمية يتحكم فيه مركز واحد على الدوام.فمركز الهيمنة مضطر للوصول إلى حلول وسط مع الآخرين حتى إذا كانوا في وضع خاضع مؤقتا؛ فما بالك إذا كانوا يرفضون هذا الوضع؟ ومن هنا فالهيمنة مهدَّدة على الدوام بتطور علاقات القوى بين الشركاء في النظام العالمي.

الصفحة الرئيسية

التسجيل


اعادة ارسال التفعيل