الرسم بالطباشير

هذه فيروز، الغيمةُ العذبة التي مرّت على سمائنا العطشى فبللت حلقَها. ونقطة النور التي دخلت روح أجيالنا، نحن الثمانينيين وما قبلنا وما بعدنا، فأشرقت النفسُ بها.وفيروز تحديدًا ليست مجرد صوتٍ جميل يحمل معانيَ راقيةً، وليست هي دُرّة رأس المثلث الساحر: صوتٌ نقي وكلمةٌ رفيعة وموسيقى لا تشبه إلا نفسها. لكن فيروزَ برأيي شيءٌ أبعدُ من ذلك بكثير. هي ظاهرةٌ عابرة للأزمنة وما نحن إلا أجيالٌ محظوظة واكبتها. صوتها هو القادر الأوحد على أن يشعرك، سيما إن كنت شاعرًا وتراود الحرف، بعجز اللغة، كلّ لغة، عن الإفصاح. فطاقةُ الصوت لديها وطبقاتُه وعمقُه وموسيقاه الخبيئة بين تضاعيفه تقول أكثر مما تقول الكلماتُ التي يحملها هذا الصوت، حتى ولو كانت كلمات جوزيف حرب أو جبران أو الأخطل الصغير أو أحمد شوقي.

الصفحة الرئيسية

التسجيل


اعادة ارسال التفعيل