الاتجاة الاسلامي في ادب علي الطنطاوي

لو كان لي من أمر عنوان هذا الكتاب شيء لجعلته: الأدب الإسلامي عند علي الطنطاوي، بدلا من العنوان الحالي؛ ذلك أن علي الطنطاوي يمثل الأدب الإسلامي العفوي الذي ينطلق من صاحبه انطلاق النفس، ويجري منه مجرى الدم، لا يتكلفه، ولا يتصنعه. وهذا هو الأدب الأصيل الذي يدعو إليه منهج الأدب الإسلامي في الالتزام الطوعي الذاتي، وليس الإلزام القسري الذي يفسد الإبداع الأدبي، ويحط من فنيته.وهذا الكتاب هو في أصله رسالة دكتوراه، تم الاكتفاء بطباعة الجانب الفني منها لضخامتها، وتجنبا للتكرار الذي يقتضيه البحث المنهجي في مثل هذه الرسائل.يتألف الكتاب بشكله الحالي من: تقديم بقلم الدكتور إبراهيم عوضين المشرف على الرسالة. ومقدمة بين فيها الباحث دوافع اختيار البحث، ومنهجه فيه، وطبيعته.تحدث الباحث بعد ذلك عن علي الطنطاوي والأدب الإسلامي، متناولا البيئة الزمانية والمكانية لنشأة الطنطاوي، والمؤثرات المتنوعة في شخصيته وأدبه، وآثاره ومؤلفاته.ويأتي لب الكتاب في الحديث عن مظاهر الاتجاه الإسلامي عند علي الطنطاوي.. الدراسة الفنية. ويدرس فيها الاتجاه الإسلامي في موضوعات الطنطاوي وأفكاره، وفي أسلوبه، وفي وجدانه، وفي خياله.وفي كل فصل من هذه الفصول يتحدث عن أربعة فنون أدبية لدى الطنطاوي، وهي خطبه، وقصصه، وتراجمه، ومقالاته. ويستشهد لكل فقرة بنماذج مختارة بعناية من أدب الطنطاوي، ويحللها ويستخرج منهاالدلالات والنتائج الخاصة بالموضوع.ولما كان علي الطنطاوي مثالا حيا للأدب الإسلامي في كل ما يصدر عنه من إبداع؛ فإننا لا نحتاج إلى تقديم أمثلة، إذ يكفي القارئ أن يذهب إلى أي كتاب من مؤلفات الشيخ علي الطنطاوي ليجد فيه أكثر مما يقال عنه هنا، أو هناك.وهذا ما أكده الباحث في الخاتمة وهو يقول: وقد تبين من هذا البحث أن الطنطاوي كان مثالا للأديب الإسلامي الحق الذي يسخر أدبه وفكره ومواهبه لإيقاظ المجتمع وإنقاذه من انحرافاته العقدية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية والفكرية.. وذلك كله في أسلوب اتضحت فيه البراعة والمرونة والثقافة الموسوعية والصدق والتوازن الفكري. وقد جعله ذلك قريبا من قرائه ومستمعيه، وجعل أدبه نموذجا قلما يتكرر.

الصفحة الرئيسية

التسجيل


اعادة ارسال التفعيل