ليلة الريش

في "ليلة الريش" تمازج بين العمل الأدبي الروائي وبين العمل السينمائي، وكأنما حدقة خيال جمال ناجي عدسة كاميرا سينمائية، وكأنما استرسالاته الوصفية مشاهد ولقطات موزعة من قبل مخرج سينمائي. يقودك الكاتب إلى المشهد بتلقائية رائعة، وذلك من خلال عباراته التي تعبر عن اتقانه لعمله الروائي، كما تعبر عن امتلاكه ناصية الحرف والكلمة التي تصنع كما ريشة الفنان مشاهد، إلا أنها عند جمال ناجي، مشاهد متحركة تضج بالحياة، وهي مقنعة إلى حدّ الامتزاج بها والتماهي معها. إلى جانب ذلك يشدك الكاتب بأحداثه التي يكتنفها شيء من غموض يحثّ القارئ على متابعة الرواية ليعيش عالم رجال الأعمال ومدراء البنوك وموظفيه وعالم اللصوص المحترفين. وليغوص في حدث اصطنعه الكاتب مثيراً من خلاله عقدة روائية وأيضاً اجتماعية نفسية. يغوص الكاتب في مجريات الحياة بصورة عامة، وفي عوالم رجال أعمال غامضين بصورة خاصة. يستل من خلال ذلك كله صوراً يجملها بريشة الروائي المبدع، ويحركها بخياله الخفيف الظل في كثير من الأحيان، مثيراً أحداث حدثت في "ليلة الريش"، في ذاك البنك.

الصفحة الرئيسية

التسجيل


اعادة ارسال التفعيل