كيف تصبح فرنسيا في خمسة أيام ومن دون معلم

"يكتب بدومة في الصفحات الأولى: تنبيه للقارئ "جيرار لولاش شخصية خيالية، أنا اخترعتها" وفي الصفحة الموالية، "تنبيه للقارئ الغبي "جمال بدومة شخصية واقعية أنا فضحتها". فالكتاب إذن نوع من التأرجح بين الأنا المغربية التي تحاول أن تطغى على حلم أنا أخرى هي لولاش التي أصيبت بالإحباط وخيبة الأمل بعد أن تحول أملها، واستيهامات جيل بكامله، إلى كابوس مرعب، وغدت مدينة الأنوار سجنا كبيرا من العذاب والبؤس لكل المهاجرين والطامعين في أوراق الإقامة داخل فردوس "البيض".كتاب بودومة أو لولاش يحكي "كيف تصبح فرنسيا في خمسة أيام.. بدون معلم" في زمن كان فيه المرور إلى الضفة الأخرى هوس الملايين من الشباب الذين يطمحون إلى "التغماس" في عسل فرنسا ورحيق فرنسا وفرنك فرنسا ونساء فرنسا. أما اليوم "من ذا الذي يريد أن يصبح فرنسا في زمن غدت فيه "مارين لوبين" ابنة أكبر عنصري في بلاد الفرنجة من الشخصيات الأكثر تأثيرا والأكثر شعبية في فرنسيا. من ذا الذي يريد أن يصبح فرنسيا في بلد يتحول فيه اليمين الحاكم إلى أداة لتطبيق سياسات وبرامج اليمين المتطرف. ومن ذا الذي يريد أن يصبح فرنسيا في بلد بنى مجده على الفسيفسائية، ولحم أكتافه من خير أفريقيا ومستعمرات إفريقيا، فدفعه القليل من المشاكل الاجتماعية والسياسية، وكثير من الوقاحة إلى فتح النقاش حول الهوية الوطنية والبرقع والإسلام والهجرة والكسكس والبلغة... من أجل "هدهدة" مارين لوبان وفصيلتها، ودغدغة شعور الفرنسيين الأقحاح، ومداعبة الناخبين في اتجاه الشعر. "جمال الخنوسي جريدة الصباح

الصفحة الرئيسية

التسجيل


اعادة ارسال التفعيل