التخطيط الاعلامي

اعتقد الكثير ولفترات زمنية طويلة بعدم إمكانية تجاوز ظاهرة قصور التخطيط للإعلام لاسيما في دول العالم الثالث ومنها الدول العربية فالتخطيط على المدى الطويل بمعناه العلمي ما زال حكراً في معظم الأحيان على المخططين في المجال الاقتصادي والإداري على الأغلب بل إن مفهوم هذه العبارة في المجال الإعلامي ليس واضحاً في كثير من الأحيان لدى جانب مهم من المسئولين عن وضع السياسات الإعلامية.ناهيك عن عدم تقدير أبعاد الدور الذي يمكن أن تلعبه وسائل الاتصال الجماهيري إذا ما أحسن التخطيط لها بالنسبة لخطط التنمية الاقتصادية وذلك من جانب المخططين وليس في جانب الاقتصاديين والمؤسسات الاقتصادية حيث يلاحظ عدم وجود التمثيل المناسب لأجهزة الاتصال الجماهيري في عمليات التخطيط الاقتصادي والاجتماعي.إضافة إلى الافتقار، في معظم الأحيان إلى روح التعاون الفعلي وليس الرسمي بين الأجهزة الحكومية فقط وبين التي يتصل عملها بالتنمية الاجتماعية والثقافية والإعلامية. لم تعد دائرة الاهتمام بالتخطيط الإعلامي محصورة بمخططي الإعلام بل أصبح الإعلام ذاته مثار الاهتمام للجميع لاستخدامه في تنفيذ البرامج المختلفة وتصميم الأفكار للسيطرة على التصور الاجتماعي حيث يتم التنسيق بين المخطط الإعلامي والمخططين الآخرين لتحقيق أهداف خططهم. لا سيما أن منظورات التخطيط الإعلامي لم تعد محددة بسبب اختلاف المجتمعات. وهذا الاختلاف في وجهات النظر وتعدد الأنظمة السياسية والإعلامية يجعل عملية التخطيط معقدة جداً للوصول إلى جميع الأهداف التي يقصدها المخطط الإعلامي وخاصة بعد ظهور ما يسمَّى بأنظمة الإعلام الشامل. وتأسيساً على ذلك يشترط في المخطط الإعلامي أن يمتلك قدرا مناسبا من الخبرة في مجالات الإعلام المختلفة.فالتخطيط يساعد في إبراز الأهداف للعاملين في المؤسسة مما يساعد على سرعة تحقيقها.كما يحدد الكفاءات البشرية التي تحتاج إليها ويحدد مواردها المالية وربما ساعد على توفيرها أيضاً.كذلك ينسق العمل بين جميع المستويات القيادية العليا والدنيا ويساهم التخطيط في معرفة المشكلات المتوقع حدوثها ويعمل على تلافيها أو تخفيف آثارها. كما يساعد التخطيط في خلق حالة الانسجام والرضا بين العاملين في ألمؤسسه ويساهم في زيادة عطائهم وإنتاجهم. ويعودهم على النظام ويحدد المراحل والأوقات الزمنية للتنفيذ ويوضح قواعد ومواصفات العمل. وإضافة إلى ما تقدم فان التخطيط يساعد على تحقيق الرقابة للمسئولين في المؤسسة ومتابعة العمل وهو من أهم عوامل تحقيق الأهداف الإعلامية التي يصبو إليها المخطط. وفي ضوء ذلك تتمكن ألمؤسسه من تحقيق الأهداف بأقل قدر من التكلفة، كما أنه يسهل تنفيذ العمل ويساعد على السيطرة عليه.إن التخطيط الإعلامي الفعال المنظم يعرف الجمهور بالمؤسسة وبإنجازاتها، ويرسم صورة جيدة عنها لدى الجمهور ويوجد شعورا بالرضا نحوها لما تقوم به من خدمات للمجتمع وربما يصحح التخطيط الإعلامي بعض المفاهيم الخاطئة عنها ليعطي صورة ذهنية جيدة تجاهها وكل هذه الآثار وغيرها يمكن قياسها بالدراسات العلمية المصاحبة للتخطيط الإعلامي الناجح. وينبغي هنا أن ندرك أن التخطيط الإعلامي لوحده لا يصنع المعجزات وقد ينجح في خلق الهالة المؤقتة إلا أنها ستنهار مع أول تعامل فعلي للجمهور مع المؤسسة ولذلك فلابد أن يكون التخطيط شاملاً للجوانب الأخرى وأن تكون المؤسسة صادقة في كل ما تقدمه من معلومات ولا بد أن تكون خدماتها حقيقة بارزة للعيان، وأن يكون موظفوها على قدر كبير من الجاهزية والسوية.ويأتي هذا الكتاب خطوة على الطريق الصحيح لتصويب النظرة القاصرة في تقدير أهمية التخطيط بشكل عام والإعلامي على وجه الخصوص.