ذكريات طفولة #1 :مجد أبى

الحديث عن الذات أمر شديد الصعوبة، لأن كل سوء يحدثنا به كاتب عن نفسه، نصدقه بكل حماس، وكل خير ينسبه لها لا نسلم به إلا ببرهان، ونأسف دائماً لأنه لم يدع الحديث في هذا الشأن لغيره من الناس، في هذه الذكريات، لن أتحدث عن نفسي لا بخير ولا بسوء، فلست أتحدث عن ذاتي، وإنما عن ذلك الطفل الذي لم أعده بعد، هذا الشخص الصغير الذي عرفته وتلاشى مع الزمن، كما تختفي عصافير الدوري التي لا تخلف وراءها هيكلا عظيماً، فضلاً عن كون هذا الطفل ليس موضوع هذا الكتاب، وإنما هو الشاهد على أحداث دقيقة الصغر، مع ذلك فأنا الذي سأحرر ما يقوله نثراً، وهو أمر يخلو من الفطنة، أعني أن يغير المرء مهنته في سن الستين.

الصفحة الرئيسية

التسجيل


اعادة ارسال التفعيل