الحسد وآثاره

إن الله - سبحانه وتعالى - قد كتب وقدَّر في دار الابتلاء والعمل، أنْ يتدافع الخيرُ والشرُّ، والحقُّ والباطل، ثم يكون بعد ذلك الدار الآخرة التي يفصل اللهُ - سبحانه وتعالى - فيها بين الناس، كما قدَّر الله - سبحانه وتعالى - أنَّ الطريق إلى الجنة ليس ممهدًا بالورود، بل جعل الله بحكمتِه هذا الطريق مشوبًا بالعقبات والمصاعب، ولا يخلُص العبد إليها إلا بالعمل الصادق، ومحاسبة النَّفس، والصبر، والثبات على ذلك، والدُّعاء، وقبل ذلك التَّوفيقُ من الله لعباده. وإنَّ من هذه المصاعب والعقبات النَّفْسَ والهوى، التي كم أهلكت من أقوامٍ، وضيَّعت آخرين! ومن هنا كان حقًّا على كل كَيِّسٍ فطِنٍ أن يراجع نفسَه ويتفحَّصها؛ بحثًا عما قد يكونُ في هذه النفس من الآفات التي قد تُعيقه في سَيْره إلى الجنة. ولما كان الحسدُ أسَّ الآفات ورأسَها، ويختلف مؤشِّر ظهوره في الناس باختلاف الزمان والمكان والأسباب الباعثة له، وحيث إنَّ هذه الأسباب قد ظهرتْ في زماننا وكثُرتْ - فظهر تبعًا لها الحسدُ - رغبتُ في الإسهام بهذا البحث؛ لأبيِّنَ خطر هذه الآفة. ولَمَّا كان الأصل في كل عمل أن يكون له هدفٌ، فإنَّ بحثنا هذا له أهداف، منها:1- بيان خطر هذه الآفة "الحسد". 2- التحذير من عِظَم الذنب المترتِّب عليه. 3- بيان أن النِّعَم من الله وحده. 4- بيان أن الحاسد قد يكون فيه نوعٌ من الاعتراض على تقدير الله وهو لا يشعر؛ وذلك بكون المنعِم على المحسود هو اللهَ وحده، وحسدُ الحاسد له إنما منشؤه أنَّ هذا المحسود لا يستحقُّها. 5- بيان أن التحاسُدَ موجود بخلق آدم - عليه السلام. 6- بيان أنه داءُ الأمم والأفراد. وقد كان منهجُنا في هذا البحث مرتكِزًا على أمور، منها:1- الكتاب. 2- السنَّة. 3- الآثار الواردة عن السَّلف. أسأل الله أن يكفينا شرَّ الحسد، وأن يجنِّبَنا مُضِلاَّت الفتن، وأن يُسبغَ علينا نِعَمَه الظاهرة والباطنة. وصلَّى الله وسلَّم وبارك على نبينا محمَّد.

الصفحة الرئيسية

التسجيل


اعادة ارسال التفعيل