اللقاء الأخير

سافرنا بين عرب، وفي بغداد دعينا من قبل عائلة عربية، إنهم أناس في منتهى النبل، وأنت الذي جبت العالم تعرف ذلك جيداً، إعتزازهم، فخرهم، سلوكهم، طبيعتهم الشغوفة، سكينتهم، إنضباط أجسادهم، وعيهم لحركاتهم ذاتها، ألعابهم وعيونهم التي لا تكف أبداً عن اللمعان...كل ذلك يعكس فيهم نبلاً من الطراز القديم، يشبه نبل الأسلاف، حين أدرك الإنسان مقامه أثناء فوضى الخلق. حسب بعض النظريات فإن الجنس البشري انبثق من هذه الأمكنة، في أعماق العالم العربي، في بداية الأزمنة، قبل أن تنبثق الشعوب، القبائل والحضارات، لذا يشعرون ربما بالإعتزاز، لست أدري، لا أفهم كثيراً في هذه الأمور...لكن، نعم أفهم ما يعني الإعتزاز، بالطريقة ذاتها التي يشعر بها الناس دون الحاجة إلى دلالات خارجية، حين يكونون من الدم ذاته والسلالة ذاتها، شعرت في الأسابيع التي قضيتها في الشرق بأنهم جميعاً كانوا أفراداً من النبلاء، حتى آخر رعاة الإبل الرثين، كما قلت لك، عشنا في بيت عربي، بيت يشبه القصر…

الصفحة الرئيسية

التسجيل


اعادة ارسال التفعيل