اللعب فوق جبال النوبة

ويتحرك التمثيل الاحتجاجي في "اللعب فوق جبال النوبة" من منطلق التخلف الذي يتكاثف في قرى النوبة التي تبدو -في الرواية- بعيدة عن الحضارة الموجودة في شمال الوادي، والتي ينتهي التعصب فيها إلى اغتيال إمكانات التقدم واستئصال رغبات التحرر. وتقتحم علامات التقدم ورغبات التحرر القرية النوبية المعزولة، متجسدة في غادة، الفتاة الجميلة التي تهب على القرية المنعزلة كعاصفة ربيعية عفية، تنثر حبوب اللقاح ورغبات التجدد في كل مكان، محدثة أقوى تأثير في الصبي الواعد الذي اصطدمت تساؤلاته بجدار التخلف الصلب، ووجد ملاذه في الفتاة الشمالية التي أرسلها أبوها النوبي إلى القرية النائية خلاصًا من مشاكلها، لكنها أثارت من المشاكل في القرية النائمة الجامدة ما قلب حياة التخلف، ودفع حراس التقاليد الجامدة إلى استئصال وجودها المادي من القرية نهائيًا، حماية لأعراف الثبات وتقاليد الجمود. ولكن رغم استئصال الحضور المادي للفتاة المتفجرة بالحيوية، فإن نسمة الحياة العفية التي حملتها انتقلت منها إلى غيرها، وظلت باقية تنتظر المزيد من التجدد، أو المزيد من اتصال الشمال بالجنوب.

الصفحة الرئيسية

التسجيل


اعادة ارسال التفعيل