نحو ثقافة تأصيلية (البيان التأصيلي)

يجد العربي نفسه في نهايات القرن العشرين في وضع عجيب ،فهو يكاد يطرح الأسئلة نفسها التي طرحها على نفسه في بدايات هذا القرن؟ وسواء أدار السؤال حول الحرية أو حول الخبز فلا بد أن يذكر الغرب ومصالح الغرب وتداخله .والأمر هو هو في العشرينيات كما في التسعينيات؟ ولكن صياغة السؤال كانت تختلف. وليس هذا الإختلاف ثانويا . بل لعله أحيانا بيت القصيد لأن صيغة معينة للسؤال تستدعي أجوبة معينة وتستبعد أخرى. وتأمل معي الؤالين الشهرين التاليين :لماذا تأخر المسلمون وتقدم غيرهم؟ وماذا خسر العالم بإنحطاط المسلمين ؟ إن السؤال الأول يستدعي فكرة اللحاق بالغير (ويشي بأفضلية الغير لأنه سابق ) .أما السؤال الثاني فهو بالعكس يحدد المسلمين كذات والغير كموضوع (وفي الخلفية يتم تصوير ذلك الغير كخاسر ), غير أن العقود التي مرت على المنطقة جعلت الأسئلة كلها تكاد تتركز حول مسألة اللحاق بالغرب المتقدم ولذالك فمن المبرر أن يطلق على لأجوبة كلها ـ تقريباً ـ وصمة:الأجوبة التغريبية، وأن ينشأ بمقابلها " الجواب التأصيلي ".

الصفحة الرئيسية

التسجيل


اعادة ارسال التفعيل