ذاكرة للنسيان

هامش كرة القدم هو الهامش الفلسطيني السابق، فليغضب الشارع وليهرب سؤاله المكبوت إلى لعبة لا تثير الضجر، ولا تتيح للحاكم، حتى هذه اللحظة، أن يغلق الملعب، صمت متوج بأوهام القادرين إلى الآن، على تقسيم الجهات إلى جهتين والألوان إلى لونين. صمت مكلل بأوهام القادرين على انتظار النجدة. صمت مرصع بذهب الأمل القادم من خارج هذه الساحة. صمت الذين يقودون الجملة الثورية إلى خارج مصادرها، بتبعية محكمة ومستحكمة استبدلت الشارع بالعاصمة، ونطقت باسم الشارع ضد العاصمة الأخرى لأنها استثنت عاصمتها، سياج وعيها، من طبيعتها، وعنيت للشر المطلق عاصمة، وللخير المطلق عاصمة، واستطاعت في كل منعطف أن تستبدل عاصمتها بعاصمة أخرى دون أن تتخلى عن تدفق الجملة الثورية المرادفة للعاصمة، لا بد من عاصمة.. لا بد من عاصمة‍.. ذاكرة.. للنسيان". كتاب دونه محمود درويش في بيروت ليتحدث عنها وعما حدث فيها في آب 1982 من دمار وإرهاب وقتل... وهدفه التوثيق للأحداث التي لا يمكن أن تنسى مهما مرت الأيام والسنين، وتذكر ما حدث في أرض الواقع في شوارع العاصمة ومارتها من تخريب ودمار. وبالعودة لسياق السرد نجد أن الكاتب لم يتحدث عن موضوعه بأسلوب تاريخي وإنما دونه بأسلوب حواري بسيط الكلمات ولكن بعيد المعنى ومستر المرام.

الصفحة الرئيسية

التسجيل


اعادة ارسال التفعيل