غريب النهر

يمكن اعتبار "غريب النهر" للكاتب المتميز "جمال ناجي" بمثابة رواية تأسيسية، لا على صعيد الكتابة الروائية التي ترتحل بعيداً في الزمن الفلسطيني، فقط، (منذ الحرب العالمية الأولى وحتى نهايات القرن العشرين)، بل في بحثها الأعمق عن أسس تشكل الهوية والذات الإنسانية في هذه المنطقة الممتدة على طول بلاد الشام: فلسطين والأردن وسورية ولبنان. تتناول الرواية محطات النفير الفلسطيني من خلال تسليطها الضوء على عائلة الفلسطيني "إسماعيل أبو حلة" ونزوحه وزوجته وأولاده من قريته العباسية القريبة من يافا، وتحوله إلى لاجئ في غور الأردن؛ حتى يفد ذلك الزائر الغريب إلى دياره فجأة، فيقف أبو حلة مذهولاً ويتساءل في نفسه عمن يكون الضيف، وما الذي يريده، وكيف له أن يعرف التحية الريفية القديمة "العواف" يا عمي إسماعيل؟! تَعْبُر هذه الرواية التاريخ وتضيئه على نحو واسع، متنقلة بين فلسطين وسورية والأردن وتركيا ولبنان، لتكشف للقارئ على نحو جريء ونادر، ضحايا السياسة في كل مكان من العالم، وخلط الأوراق، واستفراد القوى الكبرى بمصائر الشعوب الضعيفة، عاجنة التاريخ بالقيم الكبرى. وأسئلة الحب والموت والقدر والعلاقة مع الطبيعة في أعمق تجلياتها، ومتأملة التاريخ الروحي والميثولوجي؛ وطريقة عيش الناس في هذه المنطقة وتحولها من البداوة إلى التحضر؛ ومعيدة في آن الاعتبار لتاريخ نضالي وطني فلسطيني متألق.

الصفحة الرئيسية

التسجيل


اعادة ارسال التفعيل