تهذيب الأخلاق

الكتاب طبعة ثالثة، الكتاب من تقديم علي الحسني الندوي.زخر تاريخ الإسلام وتاريخ الإنسانية بأخبار مكارم أخلاقهم، وفضائل أعمالهم، وحكاياتهم الجميلة في حسن السيرة، وكرم الأخلاق، وشدة الخوف من الله تعالى، والزهد في الدنيا، وإيثار الآخرة على العاجلة، وإيثار من سواهم على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة، وأداء الأمانات إلى أهلها، والشهادة بالحق ولو على أنفسهم أو الوالدين والأقربين، والإنصاف من النفس، والإنتصار للحق، والغضب لله ولرسوله، والحب في الله، والبغض في الله، والرحمة على الخلق والضعفاء، وحسن المواسادة وشدة المساواة، وإلتزام الحق والعدل في كل أمر، والتوسط والإقتصاد في كل شيء، إلى غير ذلك من الأخلاق النبيلة، والصفات الجميلة، التي يندر إجتماعها في فرد واحد، وفي جيل واحد، وقد أصبح كل ذلك خبراً متواتراً أذعن له المسلمون وغير المسلمين.والفضل في كل ذلك يرجع إلى التعليم النبوي، و"التزكية" التي نوّه بها القرآن الكريم والتزم ذكرها في مقاصد البعثة النبوية وفوائدها، فلم يكن الصحابة - رضي الله عنهم - إلا زرع الإسلام، وغرس النبوة، وصنائع التربية النبوية، والتزكية المحمدية.ولما انقطعت هذه الصحبة الكريمة، ولحق الرسول صلى الله عليه وسلم بالرفيق الأعلى - سنّة الله تعالى في خلقه - كان الحديث النبوي يقوم مقام هذه الصحبة، إن كان شيء يقوم مقامها، ويملأ هذا الفراغ الذي وقع في حياة المسلمين، وفي مهمة الإصلاح والتربية، إن كان شيء يملأ هذا الفراغ، فكان ذلك أهم موضوع هذا العلم الشريف، وأكبر غاياته ورسالاته.ثم بدأ علم الحديث يقتصر على علم الأحكام على مر الزمان وبتأثير العوامل الطبيعية، والإجتماعية والتشريعية، ولأنه أصل من أصول الفقه، ومصدر من مصادر التشريع الإسلامي، ولإنصراف المجتمع الإسلامي إلى التفريعات الفقهية، والإستنباطات القضائية، بحكم الضرورة ولظهور الخلاف في آراء الفقهاء، وحدوث المذاهب الفقهية.لذا شعر كثيراً من المحدثين الكبار بحاجة المسلمين وطلبة علوم الدين، والباحثين عن الحقيقة إلى مجموع في الحديث النبوي، يعتمد عليه، ويقتصر به في تهذيب الأخلاق وتزكية النفس، وإكتساب الفضائل ومعالجة الرذائل، والوصول إلى درجة الإحسان واليقين، والإنخراط في سلك الصادقين المخلصين، فألفوا كتباً لهذا المقصود بين صغير وكبير، ومشهور ومستور.ومن هذه الكتب، كتاب السيد علي الحي الحسني الذي أسماه "تلخيص الأخبار" وشرحه في عدة كراريس أسماه "منتهى الأفكار في شرح تلخيص الأخبار" وهو كتاب صغير الحجم، خفيف الحمل سهل الأسلوب، اقتصر فيه مؤلفه على المواضيع الهامة العملية، واستخرج من كنوز الكتاب والسنّة ودواوين الحديث ما تشتد إليه الحاجة ويسهل العمل به، ويعم نفعه، ويكون أساساً ونبراساً للطالب الشاب، ومرشداً له في الحياة، وحاثاً له على الطاعات والخيرات، محذراً عن رذائل الأخلاق وذمائم الصفات.

الصفحة الرئيسية

التسجيل


اعادة ارسال التفعيل