موقف إيماني من الطائفية

ما يضفي أهمية على صدور الطبعة الثانية من كتاب "موقف إيماني من الطائفية" للدكتور كوستي بندلي هو أنها تأتي في زمن يعود فيه الاصطفاف الطائفي، بزخم، ليحدّ من الحالة الوحدوية الاستثنائية التي كادت أن تبطل مبرّراته. فقدَر اللبنانيين أن يولدوا من رحم الصدمات. وهم عادوا ليدركوا، بعدما أملوا الكثير من مظاهر الوحدة التي تلت حدث الاغتيال الكبير في 14 شباط، أن تلك المظاهر إنما كانت وليدة انفعال آني لا وليدة قناعة وتوجّه. ولا أجد أدلاًّ على ذلك من محتوى النقاش السياسي الذي ساد مؤخّراً وهويّة قانون الانتخاب الذي تتوجّه الطبقة السياسية إليه. ودون أن يُعرضَ المرء عما حملته هذه المرحلة من ايجابيات فأن كثافة التغنّي "بالوحدة الوطنية" التي تجلّت في ساحات الوطن لم تقنع أحداً بإمكان استمرار هذا الإنجاز "الوحدوي" ما لم يسارع الشباب المعني إلى تحصين ذاته بما يملأ الفراغ الذي سينتج عن زوال حال الانفعال فيها.

الصفحة الرئيسية

التسجيل


اعادة ارسال التفعيل