التغذية النبوية "الغذاء بين الداء والدواء"

إن كل عشب أو نبته هي في الواقع صيدلية كاملة تحتوي على مواد فعالة تنوعت بنسب وضعها الله - سبحانه وتعالى - بحكمته وتقديره؛ فمثلا البصل - وهو من الأطعمة الشعبية المحبوبة والمعروفة في العالم أجمع - قد نندهش إذا عرفنا أنه يحتوي على مواد هاضمة، وأخرى تنظم احتراق واستهلاك المواد السكرية كما يفعل الأنسولين تماماً، كما يحتوي على زيت طيار عطري يكسبه رائحته الخاصة، وهذا الزيت مطهر قوي المفعول يقتل الجراثيم، كما يحتوي البصل على أملاح تقوي الأعصاب وأخرى تقي الشرايين من التصلب، هذا إلى جانب مواد تقوي بصيلات الشعر دون سقوطه.وكل هذه الفوائد تختزن في بصلة واحدة، فهل يمكن لعقار واحد مصنع أن يملك كل هذه الفوائد مجتمعة؟! والمصريون هم أول من استخدم الأعشاب من أجل التداوي، فقد استخدموا الخشخاش في علاج التهاب الأمعاء وتسكين الآلام، والنعناع والمر لعلاج القروح والتهابات الجلد والاضطرابات المعوية، وزيت الخروج لعلاج الأمساك وتقوية الشعر، وقشر الرمان كطارد للبلغم، والحنظل لعلاج الإمساك وطرد الديدان، وكل هذه النباتات لازالت تستخدم حتى اليوم وفي نفس الأغراض.أما العرف فيرجع إليهم الفضل في تأسيس أول مزاخر للأدوية (صيدليات) بدمشق، والتي كانت تمتلئ بأوراق وجذور وأزهار وثمار وبذور النباتات، مثل السنامكي، والكافور، والجوز المقيئ، والقرنفل وغير ذلك من النباتات. وهنا لا يمكن أن ننسى فضل علماء العرب؛ فقد كان لهم باع طويل وواسع في مجال المعالجة بالنباتات؛ فابن سينا ألف كتابه المشهور "القانون" الذي قسم فيه الألم إلى 15 درجة، وسجل لعلاج الأمراض ما يزيد عن 760 دواء. كما ان ابن البيطار هو أول عالم عربي ألمَ بخواص النباتات، ووضع فيها كتابه: "الجامع الكبير"، الذي يحتوي على ألفين من الوصفات، ثم كتاب المغني في الأدوية المفردة"، وكتاب "الدرة البهية في منافع الأبدان"، وكذلك أبو علي "يحيى بن جزلة" الذي ألف كتابه "المنهاج"، وجمع فيه أسماء الحشائش والعقاقير والأدوية. والرازي، وقد وضع كتابا عن الأعشاب أسماه: "كتاب الأبنية عن حقائق الأدوية" وقد وصف به ما يقرب من 500 عشبة. وأخيراً كتاب داود الأنطاكي "تذكرة داود" الكتاب المشهور الذي يعرفه العامة قبل الخاصة ويعتبر دستوراً للعلاج والشفاء، وهو مرجع رئيسي لكل من يشتغل بالطب الشعبي.وفي هذا الكتاب نتناول التغذية النبوية من خلال فصل نبين فين الغذاء المتوازن في الإسلام قبل خمسة فصول نبين فيها هذا بالتفصيل هي: الغذاء بين الطب والإسلام، الأطعمة في القرآن والسنة غذاء ودواء، أطعمة حرمها القرآن، العلاج بالغذاء وأخيراً الأغذية الخاصة.. غذاء السكر.

الصفحة الرئيسية

التسجيل


اعادة ارسال التفعيل