المشاركة السياسية للمرأة الإيرانية

حظيت قضية المشاركة السياسية للمرأة الإيرانية بأهمية كبيرة، لاعتبارات أهمها: أولاً، إن المجتمعات المسلمة تُدرج بشكل عام ضمن المناطق التـي يتوجه إليها خطاب اللوم لتدني المشاركة السياسية للمرأة فيها، بيد أن الحالة الإيرانية تطرح نفسها أنموذجاً خاصاً للمشاركة السياسية الفاعلة للمرأة. ثانياً، إن مشاركة المرأة الإيرانية فـي كل من الثورة الإسلامية عام 1979، وفي بنية النظام السياسي الذي تمخض عن الثورة اتسمت بالريادية والكثافة. ثالثاً، تعد المشاركة السياسية للنساء الإيرانيات إحدى الظواهر غير المتكررة كثيراً في العالم الإسلامي، حيث تتم هذه المشاركة في ظل نظام سياسي ذي قواعد دينية.يبحث الكتاب في طبيعة العلاقة بين البعد العقيدي للدولة الإيرانية، وتطور الخطاب السياسي الرسمي، والواقع الفعلي للمرأة، فيما يخص تفعيل مشاركتها السياسية؛ وذلك للتعرف إلى مدى تطابق الخطاب السياسي بخصوص المرأة مع الموقف الفعلي لمشاركتها من جهة، ودرجة التزام هذا الخطاب بالأبعاد العقيدية من جهة ثانية، واستكشاف المدى الذي يمكن أن تهدَّد فيه مكتسبات المرأة في حال وجود فجوة أو اختلاف بينهما. وعليه، فإن الكتاب يطرح أسئلة رئيسية؛ مثل: ما هي طبيعة العلاقة التـي ربطت بين الفكر السياسي المتعلق بتفعيل مشاركة المرأة الإيرانية سياسياً - أي خطاب المفكرين- وبين الفقه الشيعي؟ وما هو مدى التطابق بين الخطاب الرسمي الإيراني والسياسات الفعلية للدولة تجاه مشاركة المرأة؟ وهل تستطيع الدولة الإيرانية، فـي ظل انقسام النخب المختلفة ما بين محافظين وإصلاحيين، أن تقلص مساحة دور المرأة الذي حصلت عليه في الثمانينيات والتسعينيات، بعد أن حفزت هذا الدور؟

الصفحة الرئيسية

التسجيل


اعادة ارسال التفعيل