الحياة بالنيابة

تتخذ بنية عنونة مجموعة الشاعر العراقي علي محمود خضير صيغة السخرية المريرة والتقريع المباشر لما تنطوي عليه حياة البشر من أوهام "إنك تتوهم بشكل جيد.. جيدٍ بما يكفي لفراشة" بهذا المعنى تنفتح الذات الشاعرة على «الحياة بالنيابة» العنوان الذي اختاره الشاعر للتعبير عن المسافة التي تتحرك فيها القصائد وتثري ثيماتها في كل مفاصل الحياة، وتناقضاتها المعاشة: «الذات والآخر»، «الحياة والموت»، «الحب والحرب»، «الخير والشر» وغيرها. وتتشكل تلك المعاني عبر طاقة تعبيرية خلاقة تتجسد داخل النسيج الشعري وتدخل في صناعة خطابه ومساره الذي تفصح عنه عناوين المجموعة مثل: «النفس لا تسمع إلا نفسها»، «الذي لا ينسى»، «لا فكرة عن الوهم»... وغيرها.وهكذا وعبر إيقاع حياتي حنين يشي بحس تراجيدي رافض لكل مظاهر الصراع الذي يقبع في ظله ابن الإنسان، يلتقط الشاعر صوراً تفصح عن الاغتراب والإحباط ومرارة الواقع، حيث يتمظهر انحيازه إلى الوعي الثوري في تمثل موضوعة الحريات داخل الأوطان، يقول: "إنني الآن أقيم في ساقيةٍ واحدةٍ/ يمُرُّ فيها أشباحُ من مَرُّوا على حياتي فأفسدوها/ لا أُريدُ منهم سوى أن يتركوني./ لا الحياة صديقتي/ وهي ليستْ بصديقةٍ لهم بالضرورة./ أعرف هذا وأحفظه عن ألم..." وبهذا تتصل رؤية الشاعر بمنطق الوجدان الجمعي حين يرسل نجواه وسط انكسارات الحاضر الذي يتقاسمه مع الآخرين في وطنه الجريح وبهذه المواصفات يكون الشعر قد أدى رسالته...في هذا الكتاب تجتمع فلسفة الحياة مع روح الشعر، كقوس قزح يكشف عن ألوان الحياة بالنيابة، ويرسخ لقضية الشاعر الإنسانية ووجوده ذاتاً ممتلئة شعراً وفناً وفكراً وإرادة ورغبة جامحة للكتابة الجديدة...يذكر، أن: علي محمود خضير شاعر وصحافي وكاتب عراقي، يعمل في مجال الصحافة، أصدر في العام 2010 مجموعته الشعرية الأولى "الحالم يستيقظ" وقد نالت صدى نقدياً واسعاً في العراق، كما ترجمت أشعاره إلى لغات أخرى كالإنكليزية والفرنسية والفارسية، يقيم في مدينة البصرة. «الحياة بالنيابة»، هو كتابه الشعري الثاني، كتبت نصوصه بين عامي (2012-2010).

الصفحة الرئيسية

التسجيل


اعادة ارسال التفعيل