في سبيل ارتقاء المرأة

إن مجتمعاتنا، منذ ستة آلاف سنة، قد أنشأها وقادها الرجال، وفي سبيل الرجال. أما نصف البشرية النسائي، فقد وضع تحت الوصاية وهدر. وهذا النظام الذكوري هو نظام المنافسات وكل مظاهر العنف والتسلطات والحروب والجيوش. وحركة النساء، منذ قرنين، ولا سيما منذ سنة 1968، تضع قيد المحاكمة أسس هذا النظام. والنساء، إذ يخضن الصراع في آن على جبهتي الأمومة وحياتهن الشخصية والاجتماعية، هنّ أشد تأثراً بالبطالة من سواهن. إنهن يقصين غالباً عن المناصب – المفاتيح في الاقتصاد والإدارة والسياسة. وحتى على صعيد الزوجية والعائلة، فإن استقلالهنّ الكامل أبعد من أن يكون قد اعترف به. ولا شك أن ارتقاء النساء الفعلي إلى جميع الوظائف القيادية سيؤنس السلطة. كما أن التفتح الكامل للجنسية النسائية سيؤنس الحب... وهذا التحول سيتطلب حدّاً من التغيير في البُنى والذهنيات يصبح معه تحرير النساء تحريراً للإنسانية. وهذا الكتاب "في سبيل ارتقاء المرأة" يعطي وجهاً لهذا الأمل، الذي ينشده العالم الأنثوي ويطالب فيه "روجيه غارودي" بلسانها وذلك عبر دعوته إلى تحرير النساء والتحرير الإنساني، من القيود القديمة التي فرضها النظام الذكوري القديم، والتي حاولت الحركة النسائية تذليله عبر تحركها الداخلي والدولي، وعبر مطالبتها بالمساواة بين المرأة والرجل.

الصفحة الرئيسية

التسجيل


اعادة ارسال التفعيل