الذات والآخر؛ تأملات معاصرة في العقل والسياسة والواقع

... بوصفه قوة مفارقة أو أقنوماً ثابتاً، كان للعقل أوجهاً عملية أو إرتباطات بالتجربة الحسية أو الأخلاقية: الدين، الأخلاق، السياسة، من هنا اعتبر هيغل "إن كل ما هو عقلي فهو واقعي وما هو واقعي عقلي"، فهذه المقولة افتتحت الدراسات المعاصرة حول جدلية الفكر والواقع وفي الظروف الراهنة العلاقة الملتبسة بين العقل والسياسة والتي كانت لها تنظيرات فلسفية مع هوبس ولوك وروسو في العصور الحديثة، مقولة هيغل إشكالية على أكثر من صعيد:-هل الفكر هو الواقع بتجلياته في السياسة والإجتماع والفن؟. -هل الواقع هو الفكر في أطره القبلية والصورية على هيئة مشاريع ومثاليات وطوبويات؟. -هل بين الفكر والواقع جدلية دورية لا مخرج منها أم مطابقة إختزالية تجعل من الواقع فكر مادي وشيئي ومن الفكر واقع متخيّل ومشروع ذهني؟. -بين العقل والسياسة تواطؤ أم تقابل؟ هل من الممكن عقلنة السياسة أو تسييس العقل؟.المتأمل في المقولة الهيغلية وإلتباساتها النظرية ومعضلاتها الفلسفية يطأ أرضاً عبارة عن دور هو أقرب إلى المصادرة على المطلوب منه إلى جدلية حيوية وخلاّقة، فما نرومه من الدراسات المجموعة هنا ليس تأملاً فلسفياً في السياسة أو مقاربة سياسية للفكر من خلال مذاهبه ومؤسساته، وإنما التأمل في السياسات التي ينتهجها العقل في مقاربة الواقع: بأي مستوى مفهومي يمكننا قراءة الواقع؟ هل الواقع "واقعة" بسيطة يسهل وصفها أم "طبيعة" مركبة يصعب تحليلها ونعت ماهيتها؟.في طيّات هذا الكتاب محاور ومحطّات في العلاقة المركّبة والمبهمة بين الذات والآخر، وأيضاً حوارات مع أقطاب الفكر الفلسفي، الغربي منه والعربي، وحوارات مع كتّاب وروائيين في نهاية هذا الكتاب.

الصفحة الرئيسية

التسجيل


اعادة ارسال التفعيل