هذه وصيتي للقرن 21

يلخص هذا الكتاب، الذي ألفه الكاتب والصحافي العراقي شاكر نوري، مسيرة المفكر الفرنسي المعروف روجيه غارودي، وكفاحه ضد الصهيونية، وهو المتابع لهذا المفكر منذ سنوات الغليان الماركسي في السبعينات أيام كان يقرأ (واقعية بلا ضفاف) و(النظرية المادية في المعرفة) في ترجمتها العربية. وفي باريس، وعلى مدار عشرين عاماً، كان المؤلف يزوره باستمرار في منزله، ويحاوره على فترات متقطعة، وقد نشر جزءاً من هذه الحوارات في الصحافة العربية. وقد تنوعت محاور الحوار في القسم الأول من الكتاب على الموضوعات التالية: الإرهاب الغربي، أحداث الحادي عشر من أيلول/سبتمبر، النظام العالمي الجديد، الإرهاب الفكري في فرنسا، العلاقات الفرنسية-الجزائرية، تغييب الأمريكيين للثقافات الأخرى، اتساع الفوارق بين الشمال والجنوب، فجر الألفية الثالثة، الهولوكوست، نشاط اللوبي الصهيوني، السلاح النووي الإسرائيلي، فرض الهيمنة الأمريكية، ولادة الاتحاد الأوروبي، غزو العراق وتدميره، العلاقة بين الولايات المتحدة وأوروبا، أفلام العنف الأمريكية، الكتابة النسوية، خطر الموت في القرن الـ21، تمرده ضد الحزب الشيوعي واعتناقه الإسلام، وغيرها من محاور الكتاب. أما القسم الثاني من الكتاب فهو عبارة عن تسجيل قلمي مباشر لمحاكمة هذا المفكر، على مدى أربعة أيام، إثر نشر كتابه (الأساطير المؤسسة للسياسة الإسرائيلية) في قصر العدالة بباريس حيث تعرض للاستجواب والاستنطاق من فريق ادعاء المحكمة القضائية، وغرم بمبالغ مالية حسب قوانين غيسو في تحريم التعرض للمحرقة اليهودية وليس حسب قوانين الثورة الفرنسية، وهو في الرابعة والثمانين من عمره آنذاك، وبعد أن وضع 45 كتاباً فكرياً وسياسياً وفلسفياً نشرتها كبريات دور النشر الفرنسية. وتأتي أهمية هذا الكتاب الجديد من نوعه، بالنسبة للقارئ والمثقف العربي، في الوقت الذي تتقلص فيه حرية التعبير في بلادنا، وتتصاعد الاتهامات ضد المفكرين والأدباء والعلماء، وتصل إلى حد الاغتيالات كما هو حاصل في العراق، تكون قراءة وقائع محاكمة روجيه غارودي بالغة الأهمية في إعادة البحث في مسألة حرية التعبير وتقييد الأفكار وتجريم المعارضة.

الصفحة الرئيسية

التسجيل


اعادة ارسال التفعيل