أمن الطاقة في الخليج: التحديات والآفاق

ليس خافياً أن موارد الطاقة مافتئت عنصراً جوهرياً من عناصر عملية التنمية الماضية حالياً على قدم وساق في منطقة الخليج العربي، سواء من حيث استخداماتها المباشرة، أو توظيف ما تدره من عائدات صادراتها؛ ومن هنا، فثمة حاجة تظل قائمة دوماً إلى بلوغ أرفع ما يمكن بلوغه من مستويات أمن الطاقة، سواء بالنسبة إلى منتجي مصادرها أو مستهلكيها، ولاسيما في ضوء ما يحدث اليوم من تطورات جيو-استراتيجية شتى، وتحديات متعاظمة على الصعيدين: الأمني والاقتصادي.ومن أجل طرح مسألة أمن الطاقة في منطقة الخليج العربي على بساط البحث والنقاش، عقد مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، مؤتمره السنوي الخامس عشـر للطاقة تحت عنوان: "أمن الطاقة في الخليج: التحديات والآفاق"، في أبوظبي، خلال الفترة 16 - 18 تشرين الثاني/نوفمبر عام 2009، واستضاف فيه فريقاً من أبرز خبراء الطاقة وأشهرهم، ممن ينتمون إلى مختلف البيئات، والخلفيات: الأكاديمية والمهنية والفنية.وهذا الكتاب، يضم بين دفتيه مجموعة من الأوراق والدراسات التي قُدمت إلى المؤتمر؛ وهو على هذا النحو، ينطوي على تقصٍ علمي لقضية أمن الطاقة، في منطقة تعد حيوية بالنسبة إلى صناعة الطاقة العالمية، ولكنها مع ذلك، تتسم بالصـراعات وغياب الاستقرار، وعلى وجه التعميم، فإن الأوراق التي اشتمل عليها الكتاب، ترسم معالم التحديات التي تقف في وجه أمن الطاقة في إطار اقتصاد بات معولماً؛ نظراً إلى ما أحاط اتجاهات الاستهلاك العالمي من: غموض والتباس، وتعدد الخيارات المفضلة لأسعار النفط، والنزوع إلى تنويع مصادر الطاقة ومواردها. وإلى جانب تدارس التفاعل القائم ما بين أسعار النفط وديمومة المداخيل المالية لدول الخليج، نالت قضايا؛ مثل: "تسييس" الأسواق، والعلاقة بين موارد الطاقة والصراعات الإقليمية، والرؤى الروسية والآسيوية لقضية أمن الطاقة، نصيبها من البحث والتقويم، فضلاً عن دور التقنيات الحديثة في تحقيق استدامة هذه الموارد، بالنسبة إلى المنتجين والمستهلكين معاً.

الصفحة الرئيسية

التسجيل


اعادة ارسال التفعيل