الحياة على ذمة الموت

ولأمر ما تمكن من أن يعرف مسبقاً، ما الذى يمكن أن تتخذه الدوائر والسلطات النقدية من قرارات! غير أن واحد من موظفي تلك الدوائر تنفس من أنفه فحيحاً مسموعاً، وتعرقت جبهته، وبرزت عروق رقبته، فخرج عن صمته قائلاً في حضرة رئيسه: كومبرادور يا سيدي! رأسمال غير وطني! مرتبطون بجهات خارج البلاد! إننا نعرف أنهم لا يستهدفون الحكومة وحسب، إنما نحن أيضاً! ومفهوم يا سيدي، أن الإنسان المستهدف هو الإنسان الحي، إذ لا أحد يبحث عن الأموات أو أولئك الذين يعيشون على رصيف الحياة! لكن تخيل يا سيدي، نحن مسؤولين عن الخراب وفوضى الاقتصاد! كأنما لا توجد حكومة! ليفعلوا ما يشاؤون ليتنفسوا، فنقيق الضفادع لا يوقف الحياة في الغابة! لكنه يزعج سكانها سيدي! ولماذا يكون السكان بحساسية الانزعاج ما داموا يعيشون في الغابة؟ لكن لماذا يسمحون لهم بقول كل هذا علنا؟ لماذا لا يمنعونهم؟ وهل يملكون غير هذا؟

الصفحة الرئيسية

التسجيل


اعادة ارسال التفعيل