العرب والبحر في التاريخ و الأدب

متى بدأت قصة البحر والعرب، وكيف نظروا إليه قديماً وتعاملوا معه؟ وما هو حجم هذا السائل في أدبهم وكيف انبنى حكم الغربيين وكيف عللوه؟ سؤال يبدو غريباً لمن حاول اكتشاف الصورة الحقيقية والإجابة المقنعة. لقد أجمع بعض الغربيين ممن استهمواهم موضوع البحر أنَ العرب مشارقة أومغاربة يشمئزون من هذا المتسع حتى نفروا التعامل معه وهابوه ولا يركبونه إلا مكروهين..وقال بعض الجاهليين لتاريخ الإسلام: ’فهم (أي العرب) بدو، أصحاب خيل وماشية وابل يبحثون عن الزرع والضرع والكلإ ويجتازون من أجل ذلك الفيافي والصحاري ويتحدون الكثبان المحرقة والزوابع الخانقة وسموم الحرَ، ولكنهم لا يرتاحون للبحر العجاَج المتلاطم الأمواج وسواءاً كانوا بدواً أو حضراً فهم لا يميلون لركوب السفن وليست لهم مواهب أو مؤهلات للملاحة.’ ثم ذهب هؤولاء أبعد من ذلك وقالوا أن المؤرخين العرب وشعراءهم وقصاصيهم وصفوا المعارك بين القبائل وتغنوا بجمال البيد وخلدوا ذكرى الفرسان والأبطال والأيام ولكنهم تجاهلوا الأزرق وما حوى من أساطيل وما خاضه رجالهم من غزوات وما جلبوه من غنائم وخيرات...لقد نسي هؤلاء الكتاب أو تناسوا السرعة التي تأقلم بها العرب مع البحر فذللوا أمواجه وشقوا عبابه واستغلوا كنوزه. فالقرآن والحديث والرحلات شرقاً وغرباً ودواوين الشعر تفند المزاعم الخاطئة وتصحح الأخطاء الفادحة مماَ يجعنا نقدَم هذه الصفحات –إلى الشباب خاصة- حتى يكتشفوا دور الاجداد في صنع الأمجاد ويستمتعون من جديد بتاريخ هذا البحر اللازوردي وما شاهده من نشاط وبطولات عبر العصور وما سجله من أحداث وحملات كان للمسلمين فيها الباع الطويل.

الصفحة الرئيسية

التسجيل


اعادة ارسال التفعيل