شعراء ماتوا جوعاً

كتاب يضم صوراً لعدد كبير من الشعراء الذين تضوّروا جوعاً أو تمسحوا على أعتاب الحكام، يتلمسون بلغة الحياة بالتغني بمآثرهم ومدحهم والتسبيح بحمدهم، نماذج منوعة لمن عاش منهم في الفقر والفاقة والتشرد والحرمان، أو لمن دفع حياته ثمناً للقمة العيش.إنهم شعراء عانوا واختلفت أسباب معاناتهم، لكن العوز وحدهم كما وحّدتهم الشاعرية، فنضحت بكل إبداع ملفت مخضب بجراح الضياع والمآسي التي غنوها بأوتار سجونهم ومناقبهم وتشريدهم، وأغنوا الآفاق بإبداعاتهم فهم شيوخ شعر ونجوم دهر، أخنى عليهم الزمان فباتوا في ظلمات التجاهل والتنكير لهم، وإهمال شأنهم، وصاروا عبرة للماضين والآتين.مؤلف هذا الكتاب شعراء ماتوا جوعاُ هو الكتاب والأديب السعودي العسكرى والدبلوماسي السفير صالح بن محمد الغفيلي الذي أسهم في كتابه الجديد هذا في إغناء المكتبة العربية مع العديد من مؤلفاته القيمة، ذات المواضيع الثقافية والمقالات الأدبية والاجتماعية، كتبها بأسلوب مبسط مشوق وممتع، وقد جاء كتابه هذا شعراء ماتوا جوعاً فريداً في موضوعه، طريفاً في مضمونه، يمتاز عن غيره من الكتب بالإمتاع والتشويق والفائدة والمتابعة، فهو كتاب موجه للخاص والعامة على السواء، من خلال قراءة العديد من الشعراء والوقوف على حياتهم الخاصة ومجتمعاتهم وبيئتهم ومآثرهم التي تجسدت بفروسيتهم وشجاعتهم وبلاغتهم ومعاناتهم وتطلعاتهم...ومع ذلك فقد كان لأكثر هؤلاء الشعراء الذين انتهوا من رحلة الحياة وهم في غاية البؤس والفقر والحرمان، لقد كانت الابتسامة المرتجفة ترتسم على شفاههم، يضحكون وهم يبكون، ولم يفارقهم العبارة المرحة وهم جائعون، وذاكرتهم معطاءة، في ذهنهم روايات وحكايات كلها رف وابتكار وخفة ظل، مما دفع الشعراء والأدباء والمفكرين والباحثين قديماً وحديثاً أن يرصدوا ويدونوا نتاجهم وإبداعاتهم المتسمة بالمآسي وضنك العيش. وما زال نتاج هؤلاء الشعراء المبدعين نتوارثه جيلاً بعد جيل، لما فيه من مواقف إنسانية معبرة، وهذا ما دفع المؤلف صالح الغفيلي إلى التنقيب والغوص في كتب الأدب والتراث نافضاً غبار النسيان عن بعض شعرائنا الذين عانوا وتألموا وتعذبوا، جامعاً أقوالهم وأشعارهم في هذا الكتاب خوفاً من النسيان لئلا تتلاشى وتضيع والكتاب أيضاً كشف إنساني للكلمة الشاعرة في تراثنا العربي ومعاناتها وانكساراتها المعنوية والمادية، وتعريف بكم كبير من الشعراء قديماً وحديثاً الذين ذاقوا مرارة الدنيا وضاقوا بالعيش فيها...شعراء ماتوا جوعاً كتاب قيم جديد في موضوعه مميز في مضمونه جدير بالقراءة والاهتمام والاقتناء أثرى المكتبة العربية، يحتاجه القارىء والباحث إنه إطلالة على ماضينا بما فيه من مآس وفواجع حلّت برواد شاعرية خلاقة مبدعة رفدت التراث بنفحات شعرية خالدة...

الصفحة الرئيسية

التسجيل


اعادة ارسال التفعيل