رياض الصلح في زمانه

ثمة غموض يلفّ الأمكنة والتواريخ التي دارت فيها وقائع طفولة رياض الصلح وفتوته، فهو، في معظم المصادر، مولود في صيدا، وفي بعضها مولود في بيروت وفي الأندر منها مولود في صور، وتتعدد السنين المعينة لولادته من سنة 1890 إلى سنة 1898، وتكاد لا توجد سنة من هذه السنوات التسع لا يعتمدها مصدر من المصادر.وتختلف الروايات أيضاً في مسار دراسته، فيدخله بعض المصادر أول الأمر، مدرسة المقاصد الإسلامية في صيدا ويسمى اثنين من معلميه فيها، هذا بينما ترسله مصادر أخرى إلى مدرسة الآباء للعازاريين في عينطورة أولاً، ولكن الثابت من سجلات هذه المدرسة أنه لم يمضي فيها إلا سنة واحدة هي سنة 1905- 1906... الثابت ايضاً أن الصبي انتقل بعد سنته في مدرسة عينطورة، إلى المدرسة العثمانية، وكان يديرها الشيخ أحمد عباس الأزهوي المشهور، مكان والد رياض قد درس عليه في المدرسة الوطنية التي أنشأها المعلم بطرس البستاني.والظاهر أن رياض لم يمضي في عهدة الشيخ أحمد عباس غير سنة واحدة أيضاً هي سنة 1906- 1907، فالظاهر أن والد رياض اعتمد في تعليمه إعتماداً غير قليل على مؤدبين كان يختارهم له... في كل حال نجد رياض في مدرسة الآباء السيوعيين في بيروت من سنة 1907 إلى سنة 1910... والظاهر من سجلات المدرسة أنه اجتاز في هذه السنوات الثلاث أربعة صفوف.أما السنة الاخيرة من المرحلة الثانوية نغير معلوم أين أمضاها ولا أين تقدم من إمتحان الشهادة الثانوية بقسميها... وأما بالنسبة لدراسته للحقوق، فيفترض أن رياض الصلح باشر دراسته للحقوق في مدرسة الحقوق السلطانية باستنبول سنة 1911 أو سنة 1912 ولكن نظراً للإضطرابات التي حصلت في عاصمة الدولة بعد حرب البلقان الأولى... وإنتشار الخوف بين عرب العاصمة من نقمة الإتحاد بين قد حملا رياض الصلح (الذي كان والده رئيساً ثانياً لحزب الحرية والإئتلاف) على النوجس من البقاء في العاصمة، فعاد مع ابن عمه سامي إلى بيروت صيف 1913... متى وكيف أكمل رياض دراسته التي قطعها سنة 1913م؟...هكذا يتابع مؤلف هذه السيرة مشوار رياض الصلح من بدايات إلى لحظة إغتياله، ويمكن القول أن ما يقدمه المؤلف إنما هو مسيرة "منجمة" أي على صورة مقالات ومدرجة في سياقها التاريخي لرياض الصلح، يستعرض السياق ملامح لعصر رياضي الصلح ويروي وقائع منه، وهي الوقائع والملامح التي حددت التكوين السياسي لهذه الشخصية واستدعت دورها.بالإضافة إلى هذا المتن (النص) الجانب كان هناك نص شكل الموضوع الأساس في هذه السيرة حيث ضم أهم الوقائع والأفعال في سيرة رياض الصلح ورسم عبر تتابعها، ملامح موقعه وحركته، في زمانه وجيله، والأدوار التي أداها على مسارح عمله الكثيرة.ويقول المؤلف بأن الإخراج الطباعي للكتاب على هذا الشكل (سياق وهامش جانبي) إنما يستعيد تقليداً كان شائعاً في الطباعة العربية إلى وقت ما من القرن العشرين، وهو أن يترافق كتابات على صفحات مجلد واحد يتضمن الكتاب وبذيله أي هامشه كتاب آخر، بالإضافة إلى ذلك تم إرفاق هذه السيرة بصور وملاحق عديدة.

الصفحة الرئيسية

التسجيل


اعادة ارسال التفعيل