الثقافة والعولمة والنظام العالمي

يعرض هذا الكتاب لأهم قضايا العصر، وهي الثقافة والعولمة والنظام العالمي، من خلال مجموعة من الدراسات لمجموعة من الباحثين في علم الاجتماع والفن والسينما. وبرغم مظهر الوفاق والتعاون الذي اتسمت به الأبحاث، حيث اشترك الباحثون-إلى حد ما-في منظورين على الأقل: كرفض المجتمع القائم على القومية كوحدة للتحليل الاجتماعي والثقافي، ولالتزام بتقديم تصور للعالم ككل بطرق مختلفة ودرجات متفاوتة. إلا أن هناك تغيراً في البؤرة المركزية للمتحدثين، فالبعض يهتم في المقام الأول بتجربة العولمة والعالمية وكيفية تغلغل هذه التجربة اليوم في الحياة الاجتماعية في كل أرجاء المعمورية والتأثير فيها، كما يمكن تعريف العالمية في تحليلهم بأنها الوعي بالعالم كمكان واحد يتحقق وجوده من مركزيته في الوعي الإنساني، والبعض منهم يركز على حقيقة أبنية النظام العالمي، تلك العلاقات الاقتصادية والسياسية التي تشكل ترابط العالم المعاصر، والبعض الآخر يظل الشاغل الرئيسي له هو عملية العلاقات الثقافية بين القطاعات والمجتمعات المختلفة.ومن القضايا التي اهتم بدراستها بعض الباحثين، هي مستقبل الهويّات والثقافات القومية، وإعادة التفكير في أفكار الحداثة، والدين وتاريخ العالم، من منظور العولمة وإضفاء الطابع المحلي على ما هو عالمي، وبالرجوع لقضية الهوية نجد أنه كان يتم التفكير في تلك الهويّات (سواء كانت اجتماعية أو فردية) في الماض على أساس من تحديد الجنس بوصفها المفاهيم والتصورات المهيمنة للطبقة. ومع تدهور عصر الدولة القومية، في ظل العوملة، كشف عن ارتداد إلى شكل دفاعي، من أشكال الهوية القومية، خطير ومدفوع بعنصرية عدوانية.

الصفحة الرئيسية

التسجيل


اعادة ارسال التفعيل