آلام شاعر

"آلام شاعر" رواية تقترب من الذات الإنسانية، يخبرنا فيها الكاتب عن علاقة حب منعمة بين "جمال" ابن قريته وبين "دلال" والتي انتهت نهاية مأساوية.تبدأ الحكاية عندما كان الكاتب يزور مقبرة عائلته، فإذا بصوت اشبه بالهمس، فدنا منه وإذا بشابٍ في مقتبل العمر يرثي محبوبته ويجلس بجانب قبرها. واعداً إياها بأنه سينتهي حياته ويلتحق بها "... لقد قررت أن ألهي حياتي أمام هذا القبر بالذات (...) لكي أضع حداً لأوجاعي وآلامي النفسية التي لا تحتمل ولا نطاق(...)".تحمل هذه الرواية بين طياتها الكثير من التأملات والاسئلة كحالة إنسانية شفافة تلامس جانياً خفياً من شخصية البطل "جمال" يكشف الكاتب عن مكنوناتها ويأسها لفقد الحبيب، حيث يصور لنا كيف جلس "جمال" أمام قبر دلال على مقعد حجري وهو يتذكر أيام طفولته وعشقه الذي اختطفه الموت باكراً، وها هو شبح الموت يرفرف مرة أخرى بأجنحته السوداء فوق رأس دلال حينما أطلق "جمال" رصاصة النهاية على رأسه ليقول لدلال "...فيها أنذا قادم إليك فانتظرني حيت أنت انتظريني...".إنه اعتراف مؤثر، وعميق لحالة إنسانية خاصة قرأناها بشكل سيرة قطفها الكاتب من ذلك الزمن الجميل الذي كان للحب فيه معنى وللوفاء أيضاً، فها هو "جمال" يرقد إلى جانب محبوبته "... حفروا له قبراً قريباً من قبر دلال (...) فدفنوه فيه بحيث أصبح هذان القبران فيما بعد مزاراً لجميع العشاق في الأرض وصرحاً كبيراً من صروح المجد والعظمة ومثالاً من أمثلة التضحية والوفاء إلى الأبد".

الصفحة الرئيسية

التسجيل


اعادة ارسال التفعيل