الجانب النفسي من التفكير البلاغي عند عبد القاهر الجرجاني

يتناول جانبًا من جوانب تفكير عبد القاهر البلاغي! وفكر الشيخ البلاغي هو أبرز جوانب فكره، و(دلائل الإعجاز)، و(أسرار البلاغة)؛ هما أشهر كتبه!. وإذا كان فكر الإمام البلاغي ما زال ينطوي علىَ خبىء لم يُكشف عنه بعد.. فإن الجانب النفسي منه هو أشد جوانبه خفاءً، وأصعبها كشفًا، وأعوصها تناولًا وعرضًا!.. والجانب النفسي الذي نقصد إليه هنا: هو أمر مختلف عن المنهج النفسي؛ الذي يذكر في الدراسات النقدية والأدبية. وهو مختلف أيضًا عن النظريات النقدية والأدبية؛ التي تقوم علىَ أصول أو مبادئ نفسية. وهو مختلف كذلك عن الدراسات النقدية والتحليلية؛ التي تتناول حياة الأدباء والشعراء وتحلل شخصياتهم من خلال نتاجهم. الجانب النفسي في تفكير عبد القاهر البلاغي: هو تفسير وتعليل؛ لتأثير الكلام في نفس متلقيه. لا يكتفي بالكشف عن الخصائص؛ والسمات، والشِّيات.. وما إليها من نتائج النَّظْم؛ التي تقف عندها تحليلات البلاغيين عادة؛ ولكنه يتجاوز ذلك؛ ليوغل في البحث عن الأسباب والعلل؛ ذات الطابع النفسي؛ التي تجعل هذه الخصائص البيانية تُحدث في نفس المتلقي ما يشبه هِزَّةَ الطرب، أو تخييلات السحر!. هناك آخرون تحدثوا عن عبد القاهر وتراثه من وجهة نظر نفسية.. لكن حديث هذا الكتاب عنه حديث آخر! والله من وراء القصد.

الصفحة الرئيسية

التسجيل


اعادة ارسال التفعيل