مجموعة الدكتور أسد رستم: حرب في الكنائس

قام المعبد المسيحي الأول في بيوت المؤمنين، وما لبثت بيوت الأغنياء أن اتسعت لإعداد المؤمنين المتزايدة، وكانت هندسة هذه القصور ملائمة لظروف العبادة فتمكن الآباء من فصل الموعوظين عن المؤمنين عند الحاجة ومن فرز النساء عن الرجال ومن تخصيص مكان معين للآباء والشمامسة.وخلال القرون الثلاثة الأولى بدأت التصوير الديني يجد طريقه إلى الكنائس فأضاف المؤمنون رسوماً دينية مسيحية إلى الرسوم التقليدية وأظهروا السيد المسيح من صورهم راعياً صالحاً، وتارة أظهروه بمظهر أورفيوس الذي نزل إلى جحيم وصعد منها، وقد داب المؤمنون على التعبد في أماكن العبادة وأخذوا يرسمون رسوماً دينية لغرض ديني معين هو تذكير المؤمنين بالعقائد الأساسية وتقريبها من مفهوم الجمهور بصور واضحة ناطقة بحد ذاتها.وفي القرنين الخامس والسادس استوحى المصورون بعض مواضيعهم وتفاصيلها من أناجيل الأب قريفة وقد تميز التصوير في هذا العهد بالاهتمام الشديد بتصوير العذراء ملكة السماوات أما وحدها أو محاطة بالرسل أو حاملة بين ذراعيها الطفل يسوع وأصبح بناء الكنيسة في القرن السادس قصر المسيح فأخذ المهندسون والرسامون وسائر الفنانين عن قصور الباطرة مخططاتها وطرق تشييدها واعتمدها وسقوطها وبلاطها وآنيتها وألبستها.وشهد القرنان السابع والثمن تنوعاً وتكاثراً في الأيقونات التي انتشرت في الأديرة والكنائس إلا أن هذا لم يمنع ظهور محتجين على إكرام هذه الأيقونات وتقديمها في آسيا الصغرى ومن هؤلاء قسطنطين نقولية وتوما كلوذيوبولس وثيودوسيوس أمنس ابن الفسيلفس طيباريوس المخلوع. ويعتقد أن القائلين بالتحريم لم يتفقوا على موقف واحد بهذا الخصوص فالمعتدلون منهم أبقوا على أيقونة السيد المسيح في الكنائس وغيرها شرط أن تبقى عالية بعيدة المنال وشرط ألا يسجد لها، ولكن معظم المحرمين حرموا كل تصوير مقدس وأوجبوا تحطيمه.و"حرب في الكنائس" لمؤلفه الدكتور "أسد رستم" كتاب يتتبع تاريخ ظهور الرسوم والصور والأيقونات في القرون الأولى وموقف اتباع الكنيسة منها إذ يعالج كل ذلك في الفصل الأول قبل أن ينتقل في الفصل الثاني إلى موضوع الاعتراض على الأيقونات والنهي عنها وإخراجها من الكنائس 726-754. أما الفصل الثالث فعرض فيه لتحريم الأيقونات وأبطالها 754-775.وعقد الفصل الرابع للحديث عن موقف المجمع المسكوني السابع 787 بخصوص هذه المسألة. ليقدم في الفصل الخامس عرضاً لتاريخ الأسرة العمورية وإبطال الأيقونات 813-843. في حين جعل الفصل السادس والأخير للحديث عن ثيو دوروس الاستوديني والإصلاحات التي قام بها ويعرض كذلك لموقفه من إبطال الأيقونات.

الصفحة الرئيسية

التسجيل


اعادة ارسال التفعيل